»حب الشماريخ فرض علي أفديه بروحي وعنية«.. هذه أغنية الألتراس ونشيدهم الوطني لدرجة أن جمهور الإسماعيلي الذي لم يحضر مباراة إنبي صعد إلي أسطح المنازل والعمارات لكي يطلق الشماريخ عندما أحرز حسني عبدربه هدف الفوز، ولدرجة أن الجماهير كلها ضحت بالأندية التي تحبها فداء لمتعة اشعال الشماريخ. هو الحب الجديد الذي طرأ علي المصريين الذين أصبحوا بعد الثورة الرومانسية أكثر دموية، يخترعون أشكالا جديدة من التطرف والعنف والتمرد والتحدي حتي إن وزارتين سياديتين بالمشاركة مع كل المؤسسات الرياضية الكبري لم تتمكن في اجتماع موسع من قول جملة مفيدة في مقاومة حب الشعب للشماريخ. لقد دخلت »الشمرخة« في جينات المصريين وتغيرت الطباع وسوف يصبح »الشمروخ« رمزا للفتونة التي تغير اسمها إلي البلطجة مع تطور الأدوات من »النبوت«.. في حواري نجيب محوظ إلي »السنجة« في برلمانات حسني مبارك، ثم أخيرا إلي »الشمروخ«، في الدولة الشمروخية التي لا هي دينية ولا علمانية ولا عسكرية ولا ملوخية.. وبفضل الشمروخ سوف يتغير شكل مصر.. فتقرأ مثلا علي الجدران عن مدرس الكيمياء عبدالسميع اللميع شمروخ الدروس الخصوصية، وتشاهد أحمد شوبير وهو يقدم برنامج »شماريخوشو«.. وتسيطر علي برامج المرشحين للرئاسة أفكار عن كيفية شمرخة مصر بدون عنف بحيث يصبح الشمروخ مثل العمامة أو الطربوش أو البرنيطة يحمله المواطن علي سبيل »العياقة«.