تحركنا بالسيارة حتي وصلنا الكيلو 101 عند مدخل مدينة السويس وكان في انتظارنا أمام الخيمة الجنرال أنزيو سيلاسفو قائد قوات الطوارئ الدولية والجنرال أهارون ياريف رئيس هيئة العمليات الإسرائيلي الذي أدي لي التحية فبادلته بالتحية ومد يده ليصافحني فصافحته وحدث نفس الشيء مع باقي أعضاء الوفد ودخلنا الخيمة وجلس الوفدان المصري والإسرائيلي وجها لوجه وقلت في نفسي إن هذا هو اللقاء الأول وأنا كنت أعرفهم جميعا بالاسم من خلال المعلومات المتوافرة لدينا من جهاز المخابرات الحربية وقدم لي أعضاء الوفد فردا فردا وقدمت له أعضاء الوفد المرافق لي وسألته عن مدير مخابرات المنطقة الجنوبية في سيناء لماذا لم يحضر؟ فقال إنه ليس من بين الأعضاء وبدأنا مباحثاتنا حول انسحاب القوات الإسرائيلية من الثغرة ومن المناطق المحيطة بها ودارت مناقشات سرية واتفقنا علي استئناف المفاوضات في اليوم التالي وحين التقينا لاحظت وجود أحد الضباط الإسرائيليين لم يكن معهم بالأمس فسألته من هذا؟ فقال إنه مدير مخابرات المنطقة الجنوبية في سيناء الذي سألت عنه بالأمس لأننا عندما رجعنا إلي تل أبيب أبلغته بسؤالك عنه فصمم علي الحضور اليوم لتحيتك، ووقف بالفعل وأدي التحية وبعد عدة جلسات توصل الطرفان إلي اتفاقية فك الاشتباك تنسحب بموجبه إسرائيل من مناطق البترول في بلاعيم وأبو رديس في قلب سيناء. فقد أوصل اللواء الجمسي دقة إعداده للمباحثات بتوقعه حضور كل أطرافها فأطلقت جولدا مائير رئيسة الوزراء الإسرائيلية عليه صفة الجنرال النحيف المخيف. أوراق من حياة المشير الجمسي أميرة فكري كتاب الجمهورية رئيس التحرير وليد البلاسي.