أفلت معمر القذافي من الموت رغم الصواريخ والقنابل الذكية التي قصفت قلعته وخيمته وتحصيناته السرية تحت الأرض في باب العزيزية بطرابلس وغيرها من المقار التي يتنقل القذافي بينها إمعاناً في التمويه والتخفي والتضليل! في صباح 15 أبريل 84 استطاع الصاروخ الذكي الوصول إلي الجناح الإمبراطوري واقتحم سقف غرفة نوم القذافي في باب العزيزية بالعاصمة طرابلس، لكن الصاروخ أصيب بالغباء فجأة فلم ينفجر وظل معلقاً في السقف حتي الآن وشاهداً علي أن القدر أفشل محاولة الشيطان الأمريكي رونالد ريجان لاغتيال الزعيم الليبي معمر القذافي! وزير الخارجية الأمريكي آنذاك "شولتز" كان أشد المؤيدين للهجوم علي ليبيا والقضاء علي القذافي وإسقاط نظام حكمه الإستبدادي. فهو القائل: [إن علي الأمريكيين أن يتوقفوا عن الجدل الدائر والعقيم حول: هل من حق الولاياتالمتحدة أن ترد الصاع صاعين لمن يعتدي علي أمنها ومصالحها داخل البلاد وخارجها أم لا؟ وإذا قامت بالرد فبأي أسلوب؟!]. وأنهي »شولتز« تصريحه مؤكداً أن علي الولاياتالمتحدة أن تتوقع خلال السنوات القادمة المزيد والمتكرر من الهجمات الإرهابية ضدها وضد مصالحها في العالم، والتصدي للإرهاب والإرهابيين يتطلب استخدام القوة العسكرية المفرطة. والمجتمعات الديمقراطيات لها الحق الأخلاقي قبل القانوني في استخدام كل الوسائل للدفاع عن نفسها لحماية سكانها والحفاظ علي مصالحها. وهناك حالات معينة تضطر الديمقراطيات في مواجهتها ألاّ تلتزم بالقوانين الدولية والممارسات التقليدية(..). خرج الأخ العقيد من الغارة سليماً جسدياً، مصدوماً مذهولاً نفسياً. فلم يكن يخطر علي باله مطلقاً أن يحدث ما حدث، وهو الذي كان يتباهي بحصانة وفرتها محبة الشعوب لشخصه وقدراته وزعامته لثورة بلاده ودعمه ومساندته لكل الثورات في قارات الدنيا الخمس! فوجيء القذافي بأنه لا أحد ندد بما كاد أن يقصف عمره.. لولا العطل الفني الذي أبطل تفجير الصاروخ المعلق في سقف غرفة نومه! فلم تخرج الشعوب إلي الشوارع للاحتفال بنجاته، والتنديد بأمريكا، وصب اللعنات علي شيطانها: رونالد ريجان! لم يصدق الليبيون أن زعيمهم لم يقتل. وراجت شائعات عن موته بدليل عدم ظهوره علناً بعد انتهاء الغارة الجوية المدمرة. وللقضاء علي هذه الشائعات .. اضطر قائد وزعيم ثورة الفاتح من سبتمبر إلي الظهور علي شاشة التليفزيون، بعد ثلاثة أيام، ليخاطب شعبه مرتدياً حلته العسكرية برتبة المشير المرصعة بكل النياشين وكل الوحدات التي خدم فيها وكل الحروب التي خاضها، وكل الانتصارات التي حققها وطمأن العالم علي سلامته ونجاته رغم أنف أقوي دولة في العالم. ليس هذا فقط.. بل تفرغ القائد والزعيم طوال الشهور الثلاثة التالية لقطع البلاد، طولاً وعرضاً.. شمالاً وجنوباً، متحصناً داخل سيارته المصفحة ليري جماهير شعبه في استقباله والترحيب بزيارته وإطلاق صيحات: بالروح بالدم نفديك يا قذافي! ورداً علي هذه المشاعر الحميمة حرص الأخ العقيد علي إلقاء كلمات تحدث فيها عن أن الثورة لم ولن تتوقف، وأنه سيواصل كفاحه ضد الأعداء لردعهم وإنهاء عدوانهم وتحرير الشعوب من ويلاتهم.. إلي آخر كلماته العبيطة المعتادة. المهم.. أن الغارة الجوية لم تردع الزعيم الليبي، ولم تقنعه بالتوقف عن عملياته الإرهابية ضد الولاياتالمتحدة وضرب مصالحها خارج حدودها. .. وللحديث بقية.