سؤال طرحه المهندس الاستشاري فرج حمودة »الدفعة 10 فنية عسكرية» علي صفحته علي موقع التواصل الاجتماعي »فيس بوك» يطلب اجابة عن علم وفقه حول صلاة القيام »التراويح»، وهل الأفضل أن تكون بالمنزل أم بالمسجد خاصة أن السنة النبوية تثبت أن نبينا عليه الصلاة والسلام لم يصلها في المسجد إلا مرات معدودة والذي دعا إليها داخل المسجد كان الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه. تباينت اجابات الأصدقاء بين مؤيد ومعارض وثالث متحفظ واللافت أنه لم يكن بينهم فقيه واحد كما حدد الصديق فيمن يتصدي للاجابة، كل من أجاب كان انطباعا شخصيا أو من خلال معلومات عامة عن صلاة التراويح وابتعد النقاش عن أصله عندما بدأت المناوشة في التعليقات تخرج عن أساس السؤال المطروح. عن نفسي قلت انطباعي الشخصي: انني انتظر رمضان من العام للعام - وادعو الله أن يبلغني وإياكم إياه - حيث أجد في صلاة التراويح داخل مسجد يقرأ إمامه جزءا كاملا من القرآن كل ليلة أي ربع الجزء في كل ركعة، أشرت إنها متعة روحية لا تتوافر في الصلاة داخل المنزل خاصة مع ما يشهده الشهر الفضيل. من تبادل مكثف للزيارات والتي تمتد الحوارات فيها إلي ما قبل السحور بقليل علاوة علي رنين الهواتف الأرضية والمحمولة فضلا عن كم المسلسلات التي تشد انتباه ربات البيوت ومباريات كرة القدم التي تجذب معظم أفراد الأسرة. جاءتني اجابة من صاحب السؤال طالبا مني ألا أكون أنانيا ونصلي القيام في المسجد ونترك أهل المنزل خاصة الزوجات والبنات لا ينلن ثواب صلاة التراويح كما أستأثر بها لنفسي، ورددت أن كثيرا من المساجد تخصص أماكن للسيدات وعادة ما تكون مليئة بهن في صلاة القيام، ورد علي ثانية: صلاة المرأة في بيتها أفضل. وأسقط في يدي وأنا أطالع رد زميلة خريجة كلية الإعلام مثلي لكنها ربما كانت بعدي بدفعات وهي تستنكر وصفي لصلاة التراويح بأنها متعة انتظرها من العام للعام قائلة إن الله أراد لنا أن نصلي عبادة له وطاعة وليس من أجل تحقيق المتعة؟! أجبت أن رسولنا الكريم كان يقول لسيدنا بلال أرحنا بها يا بلال عندما يحين وقتها، وهل المعني يخرج عن جانب من المتعة الروحانية التي يشير بها القائم - بحق- بين يدي الله. وأخيراً أقول ما نطالعه في أول حديث في صحيحي البخاري ومسلم: إنما الأعمال بالنيات ولكل امرئ ما نوي. اللهم تقبل منا ومنكم بحسب نياتنا وما نرنو إليه من العمل الصالح.