ساعات ويهل علينا الشهر الكريم الذي ندعو الله أن يبلغنا إياه ويبارك لنا فيه. في رمضان المبارك يمثل لي وبالنسبة للملايين فرصة أداء صلاة القيام في جماعة داخل المسجد، ورغم شغفي بهذه الصلاة والحرص علي أن أتواجد في مسجد يقرأ الإمام فيه جزءاً كاملاً كل ليلة علي مدار الركعات الثماني التي نؤديها، إلا أنني أجدني أحياناً ولظروف معينة بعيداً عن المسجد الذي اعتدت الصلاة فيه بجزء كامل، أجدني تحت هذه الظروف أدخل مسجداً ربما لأول مرة لينهي الإمام صلاة التراويح في حوالي نصف ساعة أو أقل قليلا، وأجدني خارجاً من المسجد دون الإحساس بالشبع الوجداني الذي أخرج به من الصلاة التي اعتدت عليها وتستمر لساعتين أو أكثر، يخرج منها الانسان وهو في حالة من الروحانية التي تغسل همومه الدنيوية ويطلب من الله أن يكون العام كله رمضان بصلواته وتراويحه. ومن صلاة التراويح إلي صلاة التهجد التي تبدأ الواحدة صباحاً ولمدة ساعة في هذا الصيف وعادة ما تكون في العشر الأواخر من رمضان، أجدني أحاول البحث عن مسجد تقام فيه صلاة التهجد من أول ليلة في رمضان كما تقام صلاة التراويح. ومن المساجد التي نقتفي مواقعها لنقف وراء إمامها نصلي التراويح بجزء كامل إلي البحث عن إمام في الحي الذي نقطنه أوحتي إمام في حي بعيد ذاع صيته بصوته الخاشع الجميل الذي يأسر القلوب قبل أن يأسر الالباب ويجعلك تنسي الدنيا ولا تفكر الا في ساعات الله التي اختص عباداً له بتلاوتها ليجتمع حولهم المحبون لكتاب الله المغرمون بسماعه بأصوات منحهم الله الموهبة وصوت شجي خاشع لله ولكلماته. فكر كثيراً قبل أن تبحث عن مسجد تقتصر فيه صلاة القيام علي آيات معدودات في كل ركعة، عش ثلاثين يوماً مختلفة عن التي تعيشها طوال العام، اهرب من معاناة 11 شهراً طوال العام تكاد تلحق بصلاة الجماعة قدر المستطاع.. انتهزوها فرصة وسابقوا وأيضاً »وَسَارِعُوا إِلَي مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ» اللهم بلغنا رمضان وبارك لنا فيه وكل عام وأنتم بخير. وماذا عن شياطين الإنس؟ طوال اليوم تطالع علي هاتفك النقال العديد من المواقع الاخبارية، أكثر ما يشد انتباهك جرائم فاقت في حقيقتها أي خيال، وإلا قل لي ما معني أن يغتصب رجل تخطي الاربعين طفلة لم تتم عامها الثاني، وما معني أن تمهد أم لعشيقها هتك عرض نجلها الفتي اليانع وتبرر فعلها بأنها أرادت كسر عينه بعد أن رآها في وضع مخل مع العشيق، وأب يعاشر بناته الثلاث وشقيقهم الرابع و.... و... و... و ومهما عددنا من حوادث تطالعها أعيننا كل يوم لن تكفي مثل هذه المساحة لسرد فصولها. والسؤال الذي يلح علي دائما هل هي جرائم حديثة ظهرت في مجتمعنا بعد ان تبددت قيم ومثل ومبادئ عاش عليها هذا المجتمع قرونا؟!. أم أن ما يحدث ماهو إلا صورة مكررة لما أحدثه الإنسان بأخيه الإنسان منذ أن وطئت قدمه هذه الأرض؟!. ربما كان في الماضي مع قصور وسائل الاتصال لا نسمع بهذه الجرائم، ولكن كتب المؤرخين مليئة بحكاوي لا تنتهي من نمط الجرائم التي تقشعر لها الابدان. وربما كانت الجرائم المماثلة في الماضي في أرض لم تعرف الدين ولا التدين ولا الحرام ولا الحلال، تساوي عند أصحابها اللونان الابيض والاسود، ففقدوا التمييز وداسوا علي الفطرة السوية التي جبل الناس عليها مستسلمين لشهواتهم ووسوسة الشيطان وغواية النفس. وجاء المصلحون والأنبياء والرسل لينذروا أقواما ما أنذر آباؤهم فهم غافلون، استجاب اسوياء الأنفس وذوو العقول الراجحة إلي دعواتهم، ولكن كثيرا أبوا الاستجابة منصاعين للشيطان ومستسلمين لغواية النفس، وهؤلاء تجدهم في كل زمان ومكان، ومن حظنا السيئ ان محيط العالم في هذا الزمان صار كله بين يديك داخل غرفتك التي اغلقت عليها بابك لتعرف في التو واللحظة ما كنت تحتاج إلي اضعاف عمرك لتجوب الارض بحثا عن كل غريب وعجيب وكل شذوذ الفكر والفعل في هذا العالم الفسيح. جاءت القوانين لتحمي الأسوياء والبسطاء وأصحاب الفطرة السوية من كل من تسول له نفسه أن يسلب هؤلاء حقهم في عيش آمن أو حتي مجرد أن يفكر في خدش حيائهم. والسؤال: هل حققت هذه القوانين ما يصبو إليه أناس أسوياء؟، بالقطع لا، والدليل أن هناك بلادا تجيز قوانينها زواج المثليين، وهي أيضا لا تمانع في علاقة غير شرعية طالما صحابها ليسا قاصرين وهي التي تضعك تحت طائلة العقاب لمجرد نظرة استنكار لما تراه من شذوذ وما يخرج عن قيم الحق والفضيلة وفطرة الله التي فطر الناس عليها. علي جانب آخر هل استطاعت هذه القوانين في بلاد مثل بلادنا أن تحد من هذه الجرائم التي أصبحت وبكل أسف ظاهرة يندي لها الجبين. إذن العيب في القوانين القاصرة ناهيك عن عيوب بعض البيوت وعيوب المنظومة التعليمية التي لم تعد يجدي معها مصطلح التربية والتعليم. والحل منظومة جديدة من القوانين والتي يجب ان نستمدها من شريعتنا الغراء حتي يكتب لهذا المجتمع الحياة كما ينبغي أن تكون وسبحان القائل »ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب». أطالب بقوانين رادعة ومحاكمات فورية وتعديل قانون الإجراءات وألا تتباعد بين الجريمة والعقاب سنوات وسنوات يعاني منها الضحايا أو ذووهم ادرأوا الفساد في الأرض باجتثاث المفسدين أولا بأول بعقوبات مماثلة أو مساوية لما ارتكبوه في حق المجتمع وحق الضحايا ولنتذكر دائما أن من لم يزع بالقرآن يزع بالسلطان..