أجمع المراقبون السياسيون الدوليون والمحللون للاحداث التي شهدتها مصر خلال الحقبة الاخيرة.. علي ان النظام السابق وحكم مبارك وقياداته.. استجابوا بشكل ملحوظ.. وبلا حدود لدعوات اخلاء الساحة المصرية سياسيا واقتصاديا. تواجد القدوة الوطنية وإخلاء كل المواقع.. من القدوة أو تكوين وخلق كوادر الصف الاول وهي الصف الثاني وغيرها. وللاسف الشديد فإن نظام حكم مبارك الحزبي ممثلا في الحزب الوطني ووزاراته نفذ باسلوب مذهل وكانوا ملكيين اكثر من الملك.. وانهم قرأوا كتب ومذكرات الخصوم السياسيين العالميين ونفذوها بدقة وحكمة لا يعرفها إلا ذوو النفوس الضعيفة.. وطردوا من المواقع الحيوية كل من له ميول وطنية ودينية أو ارتباطات وانشطة اجتماعية. ولذلك عندما تحرك الثوار ونشط النشطاء جاء تحركهم فرادي وبدون ارتباط تنظيمي.. ونجحت الثورة بقدرة من عند الله وعزائم الشباب.. وكان النجاح معجزة لغياب من يجمع الشمل.. ويوحد الصف. وبصراحة وبدون زعل أو احراج لغياب القدوة.. وضعف الضمير الجماعي.. وقوي الضمير الفردي وللاتجاهات والمطالب الفئوية. ... وحان الوقت لان نبحث عن القدوة في جميع التجارب يشارك فيها شباب الثورة.. وان نتعامل معها بلا حرج.. واكثر من ذلك اقول بلا حساسية أو استحياء.. فليس عيبا. بل هو لاشرف. كل الشرف ان نختار من بين الصفوف صفوف شباب الثورة عناصر قيادية.. وان تدعم تحركها لتكون قدوة العقل وقدوة المستقبل. .. والملاحظ ان كثيرا من شباب الثورة يتعامل مع قضية القدوة بعناد.. عناد ليس لصالح احد.. وهم يعاندون انفسهم.. ويضرون بقضية القدوة.. ويصل حد العناد إلي محاولات التهرب من المسئولية الجماعية. ولا اعرف لماذا هذا العناد؟ حتي ان بعضهم قالوا لي انهم ادوا ما عليهم.. وحملوا ارواحهم علي اكفتهم من اجل مصر. وقالوا لي انهم يفضلون العودة إلي ميدان التحرير.. عند الضرورة. ان هذا الموقف وهذه المواقف تمثل عنادا.. واتمني ألا يصل لحد الهروب.. تقدموا يا شباب .. شباب الثورة.. بلا خوف أو قلق.. وتصدروا مقاعد القدوة.. فالقدوة لا تصنطع.. ولا توهب ولا تعطي لاحد.. انها مجموعات من المهارات والذكاء والموهبة أو العطاء الرباني الالهي.. مثلهم مثل الحرية.. لا تعطي.. ولكنها تكتسب..