تزييف الديمقراطية يأتي بتزوير الارادة الوطنية... وتزوير الإرادة للشعوب يتحقق - في العصر الحديث بتزوير الانتخابات... في القرن الحادي والعشرين عاشت شعوب العالم والعربية خاصة فترات عديدة لديكتاتوريات بوجوه عديدة والبعض منها يتجمل بما يمكن أن نسميه أشباه الديمقراطيات... وبأساليب وتكتيكات تزييف الإرادة والديمقراطية والانتخابات عديدة منها... أولا: تواجد ارادة سياسية للتزوير وتزييف الحقائق... وتكتب مصر والدول العربية في ذلك موسوعات... وثانيا: التمييز لحزب أو فرد أو اتجاه عن الآخرين مثلما يحدث الآن في الاتحاد السوفيتي أو حدث بتبجح في مصر في حالة الحزب الوطني ويحدث الآن في مصر مع التيارات ذات الصوت العالي علي حساب مصر الوسطية المسالمة.. وثالثا: التوريت حيث يري الحاكم ان نجله افضل من كل شعبه ويحرم المجتمع كله من الحق في الحلم والعطاء والخدمة الوطنية والتنافس.. ورابعا: المال.. بتدخل المال »أو الدين« في السياسة والسياسة في المال »أو الدين« وألا تكون هناك ضوابط متساوية ومتكاملة علي التدفقات المالية والاستخدامات مع كل مرشح وفي كل موقع ومكان انتخابي... وخامسا: أن يتم شراء الاصوات قبل الاقتراع... وسادسا: ان يتم استخدام كشوف انتخابية غير سليمة مثل ما كان يجري لأسماء بها وفيات أو أسماء لا تنم للواقع ويتم في أحيان كثيرة بعد انتهاء وغلق مواعيد الاقتراع... وسابعا: الاقبال الضعيف »نتيجة عدم الثقة« علي الاقتراع والانتخابات فمثلا لو كان ذلك 5٪ أو 01٪ أو 02٪ مثلما كان يحدث في انتخابات عديدة فان الباقي هو مادة خصبة لشمولية التزوير لملأها في اتجاه أو آخر.. وثامنا: الفقر والجهل... فلا ديمقراطية حقيقية مع فقر ولا ديمقراطية حقيقية مع أمية بنسب تتجاوز 03٪.. وتاسعا: ان تستخدم بطاقة الرقم القومي -نصف استخدام- مثل الحال في مصر... أن يفتي ممثلو النظام باستخدامها دون نظم آلية مميكنة يمكنها التصويت في ثوان بدلا من دقائق... وعاشرا: أن يتم السيطرة علي صندوق الانتخابات بواسطة إشراف يمكن ان يساهم في التزوير جزئيا أو كليا... وحادي عشر: السيطرة علي طوابير الاقتراع بأن تقوم جماعة بعينها بحشد ناخبيها لكي يكونوا هم في مقدمة المنتخبين وأن يكون أمام كل صندوق علي التوازي أكثر من خمسمائة منتخب ومائة وعشرون منهم كافين لاحتكار اليوم الانتخابي لو استغرق كل منهم خمس دقائق فإن اقتراع 021 منتخبا سيحتكر عشر ساعات هي كل اليوم الانتخابي.. وثاني عشر: الزمن... أن يتم تحديد تاريخ الانتخاب بحيث يتيح لفريق لديه كل الاستعداد والامكانات التغلب علي كل الفرق والاحزاب الاخري الوليدة والجديدة مثلما يحدث في مصر الآن... وثالث عشر: تزييف الإعلام بأن يتم السيطرة بذكاء علي وسائل الإعلام كي تساهم في الترويج والعزف والإشادة بحاكم أو دكتاتور أو فكرة »مثل التوريث« أو حزب أو تيار فكري أو ديني دون تكافؤ مع باقي القوي الوطنية... ورابع عشر: أن تكون مهمة حكومة أو رئيس وزراء هو انتخاب اتجاه معين أو تيار معين... ومن أجل ذلك يهدم كل ما هو في الوطن وتخفي المعلومات عن ابناء الوطن ويحارب -بذكاء- كل ما هو لا ينتمي الي التيار المختار... وخامس عشر: الإرهاب الفكري أو المادي بأن يغيب الأمن والامان علي المجتمع وينشغل أفراد المجتمع بتأمين أولادهم وأنفسهم... وسادس عشر: البلطجة والجريمة في المجتمع قبل واثناء الانتخابات... وسابع عشر: نشر الازمات المتواضعة... لإبراز بديل معين دون باقي القوي الوطنية »هو الحل«... وثامن عشر: أن يتم ارهاب القيادة السياسية أو السيطرة علي الارادة الوطنية ب»ترزية الفوانين« الأمس واليوم.. وتاسع عشر: نشر الفرقة والانقسام والفتن بين افراد المجتمع ليعيش في غيبوبة مستمرة والسيطرة عليه.. عشرون وغيرها: كل ما تصفه عزيزي القاريء من تجارب وقراءات وخبرة حياة ومشاهدات عن تزييف ارادة أمة لمجتمع يحلم بالديمقراطية... ليدعو كل مصري وسطي حر يؤمن بالديمقراطية والوسطية والمواطنة وحقوق الضعفاء والأقليات وحريتهم في التعبير... »اتقوا الله في مصر...«.