نظم المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية برئاسة الدكتورة نجوي حسين خليل مؤتمرا حول آفاق المستقبل لمصر بعد ثورة 52 يناير بالتعاون مع اللجنة الاجتماعية والسكان باكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، بهدف التوصل إلي خارطة الطريق بعد ظهور بعض القوي المربكة والمضادة للثورة.. اكد المتحدثون ان هذه القوي تتمثل في القوي الحزبية القديمة، والمعارضة القديمة، والمثقفين المتحولين.. وقالوا ان هناك قوي عقلها وعواطفها مع الثورة غير ان انانيتها ومصالحها الفردية غلبت عليها، علي التضحية التي تشكل العمل الثوري، وهم يتأرجحون بين مناصرة الثورة التي تسعي لتجسيد كل طموحات المستقبل، وبين شرهم لتحقيق مصالح انانية، وهي القوي الدينية والفئوية والمثقفون..وعن القوي المؤيدة للحدث الثوري قال الخبراء انها القوي التي تعمل باتجاه الثورة والسعي إلي تحقيق التغيير الشامل، وهذه القوي تدرك بطبيعتها أن العقل الثوري يمتلك طاقة ذاتية يضاف اليها اكتمال المجتمع الجديد من الشباب والقوات المسلحة، والقوي المؤيدة للدولة المدنية، والقوي الشعبية..واستعرض العلماء انماط التفاعل بين القوي الاجتماعية ودورها في صياغة الحدث الثوري واثره علي استكمال التغيير والدور السياسي للطبقة الوسطي بعد ثورة 52 يناير والنخب السياسية الجديدة، والشباب كقوة سياسية بعد الثورة .. ومستقبل القوي الدينية..وقالت احدي الباحثات بالمركز القومي ان ثورة 52 يناير شكلت تحولا بنائيا ينبغي ان يكون فاصلا في التاريخ المعاصر لبناء المجتمع المصري، وفي اطار التحول ندرك انسحاب بناء اجتماعي، وتشكيل بناء آخر من رحمه ليحل محله.. وان ظروفا عديدة قد تجعل متابعة هذا التحول غير واضحة احيانا غير ان لهذا التحول حتمية اكتماله لان الطاقة الدافعة له قد تشكلت في مجتمع ما قبل الثورة، بحيث اصبحت تعمل علي رفض القديم، وتشكل جسر العبور للواقع الجديد.. وهو الواقع الذي تتجاذبه قوي مضادة بعضها يسعي إلي تقليص حدة الاندفاع إلي المستقبل في محاولة للابقاء علي القديم أو بعضه، بينما البعض الآخر يسعي باتجاه استكمال الجديد من خلال التأكيد الدائم والمستمر علي القطيعة مع ماهو قديم، وبذلك تصبح عملية التحول هي المساحة التي يتم في اطارها الصراع الذي سوف يشكل نتيجة هوية المستقبل..وحسب القوانين الضابطة لتفاعل الثورات فإن القوي المتناقضة هي التي تقود الصراع علي ساحة التحول.. قوي المجتمع القديم التي لها مصالحها في الماضي. والتي تفاضل من اجل استعادة هذه المصالح أو علي الاقل الحفاظ علي حدها الادني، في مقابل قوي المجتمع الحديث التي تدرك مصالحها في المستقبل وانها ينبغي ان تفاضل من اجل استكمال المجتمع الجديد الناتج عن الثورة.