لا أحد وصي علي الشعب.. لاكاتب ولا مرشح ولا مسئول سياسي أو تنفيذي ولكن الامر توضيح اكثر منه وصايا، خاصة في ظل خضم المزايدات والاكاذيب والشعارات البراقة الزائفة، واللعب علي معاناة الناس في انتخابات الشوري وما بعدها من انتخابات مجلس الشعب والرئاسة. هذه الهوجة بدأت رسميا من اليوم مع بدء مشوار الدعاية الانتخابية، وإن كانت قد بدأت بالفعل منذ شهور. وصايا اليوم لنا جميعا، ناخبين ومرشحين، احزابا ومؤسسات رسمية ومنظمات وجمعيات اهلية واعلاما بكل أنواعه وتوصيفاته. احرص علي المشاركة بصوتك.. فذلك هو الضمان الحقيقي لدورك الايجابي في النمو الديمقراطي لمصر واختيار نائبك الجيد والجاد. لا تصدق دعاة الكذب، بالتزييف أو التزوير في الانتخابات، فلا اكثر ضمان ولا اقوي واصدق مما اكد عليه الرئيس مبارك من الالتزام بالشفافية والقانون والدستور. ليس من مصلحة أحد تزوير ارادة الناخبين، ورقابة المتطوعين من اعضاء المنظمات والجمعيات الاهلية قادرة علي المتابعة الدقيقة للعملية الانتخابية بالكامل. فهم من نبت هذا المجتمع يعرفون طبيعته ولديهم رصيد الخبرة من ملابسات الانتخابات السابقة والمشاكل التي واجهتها وليس كما يقبل البعض علي وطنيتهم من طلب رقابة دولية. الشعارات، كارثة الانتخابات.. وهي الوهم الذي يبيعونه للمواطن وخاصة شعارات الدين والتغيير، فالدين للجميع والتغيير له اصول. اعلاء مصلحة الوطن في الاختيار، ليس لفئة أو تيار والتدقيق الامين في الاختيار واجب جميع الناخبين. الابتعاد عن النزعات الطائفية أو الفئوية، فالنائب ممثل للجميع وليس عضوا لادارة نقابة مهنية. نعاني جميعا من مشاكل في حياتنا، ومن قضايا اساسية، مثل البطالة والاجور. ولكن لا تترك الفرصة لاصحاب الشعارات البعيدة عن الواقع للمزايدين والمتاجرين بمشاكلنا. وهم يعلمون تماما مدي التطور السياسي والاقتصادي الذي حدث في مصر خلال السنوات الماضية. ان تكون الواقعية.. المعيار الحقيقي للجميع، كلنا نأمل لمصر حياة ديمقراطية قوية ونموا اقتصاديا كبيرا لاستكمال المسيرة، وازدهارا في جميع مجالات حياتنا من تعليم وصحة وخدمات، ولكن ليس بالخطب الحماسية يتحقق ذلك، ولكن بواقع يعيشه الوطن وفي خضم ظروف قاسية اقليميا ودوليا. علي كل مرشح الالتزام بالموضوعية حتي يصدقه الناس، في دعايته الانتخابية. وعلي كل ناخب ان يتأمل من المرشح والحزب القادر علي تحقيق برنامجه. نأمل ان تكون الصحف والفضائيات علي مستوي المسئولية وتنتهز فرصة الانتخابات لتصحيح مسار المعالجة الاعلامية.. وان يكون هدفها الاول والاخير نمو تجربتنا الديمقراطية بالنزاهة والشفافية.