نهنئ الأخوة المسيحيين بأعياد القيامة المجيدة. أنتهز الفرصة للحديث عن المحبة الإلهية التي تحدث عنها عيسي عليه السلام. بالمحبة نحيا وتحيا سائر المخلوقات. إن المحبة في مجملها هي أساس بناء المجتمعات وعندها يعم السلام. وأن مصر كانت ومازالت تحتضن أبناءها وتجمعهم دوما علي المحبة ولا تفرق بين كل الطوائف والأديان. أوليست تلك المحبة هي التي جمعتنا علي حب الإيمان وحب الله والإيمان بالأنبياء والرسل الذين آمنوا برسالات ربهم وتحملوا عناء تبليغها متحملين الويلات والعذاب والآلام وذلك كله في سبيل المحبة الإلهية. ونحن بدورنا ننتهز تلك المناسبات الإيمانية والعقائدية لننشر السلام والمحبة علي أخوتنا في ربوع الأرض لأن السلام نابع من المحبة. ونحن نتخذ الأنبياء أسوة وقدوة لنا. لنكمل رسالة الإيمان والسلام علي الأرض. وعلي الرغم من أنهم لم يجتمعوا في زمان واحد لم نجد في الكتب المقدسة ما يسيء به للآخر وذلك لأنهم جمعتهم كلمة الله، فلنجتمع نحن أيضا علي كلمة الله وعلي محبة الأنبياء والرسل، وننعم بالسلام في أنفسنا حتي يسود السلام الأرض. ورغم أن عيسي عليه السلام تحمل أشد العذاب إلا أنه قبل الإساءة بالإحسان وسامح وغفر وأحب كل من كان معه. فكل عام وأخواتنا المسيحيين بخير، وكل عام ومصر بخير بشعبها وأبنائها وجميع طوائفها. وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا. فالسلام علي نبي الله عيسي عليه السلام. علي الأرض السلام وبالناس المسرة.