الانفلات أصبح السمة الرئيسية التي تحكم سلوكنا.. ولم يعد للأخلاق أو أدب الحوار أو مراعاة الإنسانية أي حساب في حياتنا وأصبح استخدام لغات بذيئة هو أسلوب أي حوار وهو ما لم يحدث من قبل.. لقد عاصرت ثورة يوليو 2591 وكنت وقتها شابا صغيرا ولا أتذكر أن وقع أي تجاوز ضد أفراد القوات المسلحة الذين كانوا ينتشرون في الشوارع والميادين.. أما اليوم فقد أصبح الهجوم مثلا علي المجلس العسكري موضة والكل يعلم أنه لولا هذا المجلس الوطني ما نجحت الثورة وكل وطني يعلم أن العسكر هم الأمن والأمان لكل إنسان ونشاهد اليوم ما يدور في بلدان مجاورة لم تحترم جيوشها وكيف أصبحت! وبدل من أن يكون المجلس العسكري هو خط أحمر لا يجب الاقتراب منه احتراما لمصر ولكرامة مصر وأن الواجب أن نقدم لهم الشكر علي ما يقومون به من حماية لأراضينا في الخارج وحماية لأمننا في الداخل ان بعض الأجندات الخارجية وضعت خطة لا تخر المية وأعلنت عنها لإحداث الفوضي الخلاقة ومنها تفكيك جيشنا واضعاف قوته تمهيدا لمحاولات تقسيم مصر ويأمل هؤلاء المأجورون الذين يهاجمون المجلس العسكري عمال علي بطال أن يكسروا الجيش كما فعلوا مع الأمن والشرطة وهو حلم إبليس في الجنة لأن الشعب كله وراء المجلس العسكري وإياكم والمحاولة! ان هذه الأجندات الأجنبية المعلنة والتي نجحت في كسر الشرطة وإحداث الشلل التام في هذا الجهاز وكانت خطتهم استهداف المنشآت الشرطية بالهجوم علي الأقسام والسجون واشعلوا فيها النيران وهربوا المساجين واستولوا علي الأسلحة واحدثوا الفوضي في الشوارع واطلقوا البلطجة بين حياتنا وسار مع هذا جنبا إلي جنب هجوم اعلامي شرس علي هذا الجهاز وصوروه علي أنه جهاز وحشي بل يحاكمون الآن بعض الضباط لانهم قاموا بواجبهم الوطني لحماية الأقسام والسجون! وحدث الانكسار الشرطي وأحسسنا كلنا بالفراغ الأمني. إن أخطر ما نتعرض له هو الفراغ الأمني والحل هو عودة رجال الشرطة إلي الشارع المصري بكل قوتهم وإعادة الهيبة لهم ولكن كيف يحدث هذا والقانون يقيد رجل الشرطة في استخدام السلاح لمجابهة البلطجية ويمنعهم من اطلاق ا لنار عليهم إلا إذا اطلق البلطجي النار أولا.. وهذا تقييد لرجال الشرطة في استخدام العنف مع اننا كلنا شاهدنا الشرطة الانجليزية وهي تعامل البلطجية بكل قسوة بل وأكد مدير الشرطة الانجليزية أن أحدا لا يستطيع ان يحاسبه بحجة حقوق الإنسان لأن الأمن القومي الانجليزي أهم من حقوق الإنسان. لقد تحاورت مع العقيد أيمن عماد ضابط الشرطة السابق في كيفية إعادة الهيبة لرجل الشرطة المصري فقال دون تردد نعلن أسفنا للشرطة.. آسفون لما حملناكم اوزار واخطاء كل الوزارات، فلو تأخر قطار عن ركابه ألصقنا المشكلة برجال الشرطة ولو تشاجر جمهور الكرة طالبنا الشرطة بالتصدي ولو تصدوا لاتهمناهم بالعنف والقسوة ولو ارتفع سعر الطماطم أو تشاجر الزوج مع زوجته لاتهمنا الشرطة وطالبناها بالتصدي.. إحنا آسفين ياشرطة عندما تركنا رؤساكم يفعلون بكم ما يشاؤون من تعنت وتعسف وحرمان مادي وجعلوكم تعملون عشر ساعات يوميا وبلا راحة أسبوعية كباقي البشر وبدون اجازة سنوية تقضونها مع أسركم كخلق الله أجمعين.. آسفين يا شرطة لما طبقنا عليكم قانون العقوبات المخزي الذي جعل حقكم في الدفاع عن أنفسكم أو اطلاقكم النار محرم عليكم وحق أي بلطجي أو مجرم أو مسجل خطر في الدفاع عن نفسه باطلاق النار عليكم أو ضربكم بالسنج واشترط القانون عليكم ان يكون هناك تجانس في السلاح المستخدم ضدكم وألا تطلقوا النار إلا لو اطلقت عليكم أولا ولا يحق لكم اطلاق النار ضد بلطجي حتي ولو كان يحمل سلاحا أو يحاول اشعال النار في منشآة اقتصادية أو يروع المواطنين فاستشهد شبابكم وفر البلطجية محتمين بالقانون السفيه. آسفين يا شرطة لما حرقت الأقسام في وقت واحد وهوجمت السجون وفر المسجونون وروع المسجلون خطر شعب مصر واتهمت الشرطة بالمؤامرة ثم اثبتت لجنة تقصي الحقائق انه لم تصدر أوامر لكم بالانسحاب وان من هاجم السجون والأقسام مرتزقة وبلطجية حسب المخطط الدنيء الذي تسبب في الفراغ الأمني وتدمير الشرطة ومعداتها وانكسار نفسيتكم وذلك لتدمير مصر كلها.. آسفين يا شرطة لأن الثورة حتي الآن لم تصدر قانونا لحماية الجبهة الداخلية ويحدد القانون من هو الخارج علي القانون ومن هو البلطجي.. آسفين يا شرطة لما تركنا القانون يحدد عقوبة التعدي الجسدي علي رجل الشرطة واثناء عملكم بالغرامة مائتي جنيه ليصبح شعار الغوغاء ادفع 002 جنيه واضرب ضابط شرطة.