أطلقوا عليه شاعر الرسول، لأنه طالما دافع عنه أيام الرسول، وأنبري يهاجم الشعراء المشركين الذين حاولوا النيل من الرسالة والرسول. وعندما أهدي المقوقس إلي النبي عليه الصلاة والسلام مارية القبطية وأختها سيرين، اختار النبي لنفسه مارية وتزوج سيرين حسان بن ثابت الذي أنجب منها الشاعر عبدالرحمن بن حسان. ولقد تأثر الشعراء المسلمون بالقرآن الكريم، كما أبهر أعداء الإسلام بفصاحته وبلاغته وروعة معانيه، وعدم القدرة علي الإتيان بمثله عندما تحداهم القرآن نفسه أن يأتو بآية من مثله. »قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَي أَن يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا» وقد قال الله تعالي أيضا: »وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَي عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِين». إن القرآن عندما هاجم الشعراء ووصفهم بأنهم في كل واد يهيمون وأنهم يقولون مالا يفعلون، كان يهاجم شعراء الشرك الذين سلطوا ألسنتهم علي نبي الإسلام عليه الصلاة والسلام، واستثني من الشعراء الذين آمنوا وعملوا الصالحات، يقول القرآن الكريم: »وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا». لقد ظل حسان بن ثابت يدافع عن الدعوة ضد أعدائها طوال حياته، وهو الذي رد علي من هاجم الرسول من شعراء مكة المشركين بقوله: هجوت محمدا فأجبت عنه وعندالله في ذاك الجزاء إلي أن يقول: أتهجوه ولست له بكفء فشركما لخيركما الفداء وغير ذلك من القصائد التي خلدته كشاعر أعظم رسل السماء.