نتمني أن تمر الانتخابات البرلمانية في مصر بسلام وتحظي بإعجاب العالم اجمع كما مرت الانتخابات في تونس التي اظهرت الوعي والتحضر وبدون الشكوك والمخاوف من وصول الاسلام المعتدل للسلطة في العالم العربي. فقد كانت انتخابات حرة ونزيهة وحظيت بنسبة مشاركة عالية. وبهذه الانتخابات بدأ شعب تونس فصلا جديدا في تاريخه بعد انهاء حكم زين العابدين وكانت هذه الانتخابات هي أول انتخابات حرة وشفافة منذ الاستقلال عام 1956، وسيتم بعدها وضع مجلس تأسيسي لوضع الدستور وهو خطوة حاسمة في الطريق الي الديمقراطية. وعلينا في مصر ان نحتذي بانتخابات تونس التي تمت في سلامة بدون عنف أو احداث خروج علي القانون وعلي الشعب التونسي الاسراع في صياغة الدستور لفرض سيادة القانون والحفاظ علي حقوق الانسان.. وفوز حزب النهضة الاسلامي الذي يرأسه راشد الغنوشي لا خوف منه ولا يثير القلق لانه حزب معتدل.. والانتخابات التي ننتظرها في مصر لها قيمة ومعني وأهمية وعلي المواطن ان يحرص علي الادلاء بصوته وأن يقتنع أنه لن يكون هناك تزوير او بلطجة لأن الحكومة لا يهمها حزب معين أو شخص معين.. بل المهم أن تستكمل الدولة هيبتها وسيادتها وأن يحصل كل مواطن علي حقه. وعلي كل مواطن ومرشح الالتزام بقواعد القانون وأن يحرص علي الشرعية وسيادة الدولة والتخلي عن اساليب »الفتونة« واستخدام الشعارات المحظورة. وعلي الناخب ان يختار الاصلح ويبتعد عن فلول الحزب الوطني المنحل الذي كان شعارهم النجاح والوصول الي مقعد بالبرلمان سواء كان مجلس شعب أو شوري بأي طريقة. صحيح أن عدد سكان تونس 6 ملايين نسمة وعدد سكان مصر 38 مليون منهم 05 مليونا لهم حق التصويت إلي جانب ابناء مصر المغتربين بالخارج ويصل عددهم حسب الاحصائيات أكثر من 8 ملايين مواطن.. الوضع مختلف. هناك مؤشرات اجواء حرية غير مسبوقة في مصر كما في تونس.. بعد ثورات الشباب وهناك تشابه بين البلدين ونحن نعيد بناء المؤسسات الدستورية وارساء دعائم دولة القانون وتحقيق المساواة وانهاء النظام الفاسد ونحن في مرحلة الان لتهيئة المناخ المناسب لفتح باب الاستثمار الذي يعتبر المحرك الاساسي لدفع التنمية المستدامة في بلد كان يعاني من الفقر والبطالة والجهل بنسب مرتفعة. علينا إثبات أن ثورة الشباب لم تضع هباء بل هي مستمرة بفضل العقول والسواعد والروح والوعي الذي بدأ في الانتشار وشبابنا قادر علي مواجهة اي خلل أو محاولة فرض نموذج يخالف العصر والعودة بنا الي عصور التخلف.. ولا خوف من اي حكم اسلامي معقول والجميع يرفض الحكم بعقلية طالبان في بلدان الربيع العربي.