قالت الحكومة إنها تلقت 146 ألف شكوي في الربع الأول من العام الحالي، هذا الرقم الكبير من الشكاوي في 3 أشهر فقط، وإنها انتهت من فحص 131 ألفاً منها، من خلال منظومة الشكاوي بمقر مجلس الوزراء، وطلب الدكتور مصطفي مدبولي من مدير المنظومة التعامل مع شكاوي المواطنين والعمل علي إيجاد الحلول السريعة لها، مع سرعة بناء وتطوير تطبيق الهاتف المحمول »في خدمتك» للتعامل مع الشكاوي. منظومة الشكاوي الحكومية الموحدة ليست جديدة، لكنها امتداد لديوان المظالم في الستينيات من القرن الماضي، وجاءت بعد سلسلة فشل علي مدي أكثر من 60 سنة، وفكرتها سهلة وبسيطة، لأنها تتيح للمواطن حق الشكوي مما يتضرر منه مباشرة إلي الجهة المنوط بها حل مشكلته، وهي دوما موضع اهتمام خاص من كل رئيس وحكومة تسعي للاقتراب من الشعب، فتسمع أو تقرأ شكواه، وتتولي بسرعة التعامل معها، من أجل تيسير الحياة علي المواطنين. وهذا يقتضي وضع منظومة تتعامل بجدية مع الشكاوي ومتابعتها والعمل علي حلها والرد علي المواطن. وهذا أيضا ما تقوم به الصحافة، من خلال مقالات وأعمدة الكتاب وصفحات البريد والتحقيقات والبرامج الجماهيرية في القنوات الفضائية، لكن نجاح هذه المنظومة يتوقف علي مدي الاعتداد من جانب الوزراء والجهات المسئولة بما يكتب ويذاع، وأيضا هناك ندرة في استجابة المسئولين لما تنشره الصحف وتذيعه الفضائيات، وللحقيقة هذا الوضع ليس بجديد إنما هو عادة من الحكومات المتعاقبة طوال الفترات السابقة. لهذا عندي أمل في أن يستجيب الدكتور مدبولي لدعم وتقوية منظومة الشكاوي الجديدة، وتحديثها، وإلزام الوزراء والمسئولين بالرد والتعامل الجاد مع شكاوي المواطنين، وما تثيره الصحف والفضائيات من قضايا جماهيرية، ومن هنا أيضا أشيد بتيسير وتنويع سبل تواصل المواطنين مع الحكومة من خلال المنظومة بما يحقق الارتقاء بمستوي الخدمات، ويعزز ثقة المواطنين ومستوي رضاهم عن الخدمات الحكومية المقدمة. وللحديث بقية بإذن الله دعاء: اللهم ما أصبح بي من نعمة أو بأحد من خلقك، فمنك وحدك لا شريك لك، فلك الحمد ولك الشكر.