تتصاعد جرائم واضطهاد المسلمين في الغرب ويتصدي الأزهر الشريف لهذه الافعال العدوانية بتصحيح صورة الاسلام في الداخل والخارج. يقول د. أحمد كريمة استاذ الشريعة الاسلامية بجامعة الأزهر أن انتشار الإسلام تم عن طريق رحلات التجار للإرتزاق في الغرب وهم علي هيئة حسنة وأخلاق حميدة وسط تساؤل غير المسلمين من هؤلاء النفر؟ فيقال إنهم »مسلمون» فانتشر الإسلام دون ضجيج. الصورة الإيجابية وحتي لاتكون مواقف أفراد الشعوب سلبية تجاه تشويه الغرب للإسلام ينصح د.أحمد كريمة بأن التعريف بالاسلام دينا وحضارة علي نهج القرآن والسنة هو الحل عبر ما نستطيع استخدامه من وسائل الاعلام وشبكات التواصل المتعددة لإلقاء الضوء علي ما فعله الغرب بنا من جرائم انسانية وذلك بهدف طمس المفاهيم الغربية التي تعتمد علي تصنيفات علي شاكلة الارهاب الاسلامي والمحاربين الاسلاميين والهجمات الاسلامية وغيرها، وأن تقدم صورة حسنة عن أخلاق الاسلام. التزام ديني ويوضح الشيخ عمر الديب من علماء الأزهر الشريف بعض عوامل كراهية الغرب للإسلام بحادث قتل المسلمين في نيوزيلندة أن مرجعه كما قال فاعله »القومية البيضاء» التي تكره كل لون غير ابيض مسلم أو غير مسلم ويعتبر المسلمين غزاة أما الاسلام فلا يفرق بين ابيض وأسود ومسلم وغير مسلم، ويزيد من كراهية الغرب اندهاش الغرب بتمسك المسلمين بدينهم فصلاة الجمعة تقام اكثر من مرة متتالية في بعض المساجد لكثرة المسلمين الذين يغلقون الطرقات، والتزام المسلمات بالحجاب وهو في نظر الغرب تضييق علي الحرية الشخصية وزيادة عدد المساجد في ايطاليا وارتفاع عددها من مسجدين الي 700 مسجد، وكثرة المواليد المسلمين مقارنة بندرة مواليد الغرب لعزوفهم عن الزواج حتي بلغوا عام 2011 حوالي 1570 مليون مسلم ومن المتوقع وفقا للاحصائيات الغربية أن يصل عام 2025 الي 2٫5 مليار مسلم مقابل 2 مليار مسيحي ولذلك يخشون من سيطرة المسلمين علي العالم بقوة العدد، وللمستشرقين دور في التأثير علي الإعلام الغربي فمعرفتهم للإسلام كانت بهدف السيطرة عليه وليس فهمه للاستحواذ علي المجتمعات المسلمة والاستيلاء علي خيراتها، هذا بجانب الآثار المترتبة علي صورة المسلمين في المناهج الدراسية التي تشوه وضع المرأة المسلمة وتصف المسلمين انهم راكبو الجمال وعبيد الرمال وغيرها من الاساءات التي تؤثر في هوية الاطفال المسلمين وتذبذب قناعاتهم تجاه دينهم وهذا ما يدفع بعض الجاليات المسلمة للعودة الي أوطانهم عندما يبلغ أبناؤهم سن المراهقة حتي لاتؤثر الغربة علي تأجيج مشاعر التعصب لديهم. وتقول د. عبير حمدي المدرس بقسم الاذاعة والتليفزيون بالاكاديمية الدولية لهندسة الاعلام. أن الصورة السلبية المشوهة للإسلام تظهر بشكل جلي في المجتمعات الغربية منذ سبتمبر 2001 تزامنا مع تصور الخطاب الاعلامي الاسلامي الموجه للغرب الذي يعتبر ان الاسلام مصدر كل شر ومن ثم ينبغي مواجهة الخطر الاسلامي.. والآن ومع ظهور وسائل التواصل الاجتماعي والتطور المتلاحق في وسائل الاعلام لابد من اعادة تشكيل العوالم معرفيا بالصورة الصحيحة للاسلام والمسلمين. ومن هنا أصبح ملحا علينا انشاء قنوات اسلامية فضائية تحت اشراف الأزهر الشريف تخاطب الغرب بلغته لتعطي صورة شاملة عن الثقافة الاسلامية تساهم في تصحيح صورة العرب والمسلمين. مع انشاء جهاز للانتاج الاعلامي يقوم بانتاج افلام ومسلسلات وبرامج حوارية وتقارير اخبارية بعدة لغات. هذا بالاضافة الي حتمية وجود شبكة للمعلومات الاسلامية لنقل وتبادل المعلومات والخبرات.. كل ذلك تحت مظلة حقوقية للدفاع عن الاسلام والمسلمين والوقوف أمام الدعاوي المغلوطة المشوهة التي تبرز من حين الي آخر وتضيف: هذا لن تستطيع عمله دولة أو دويلة ومن هنا لابد من انشاء صندوق لتمويل هذه الخطة الاستراتيجية الاعلامية تساهم في تمويلها كافة الدول العربية والاسلامية لضمان الاستمرار مع تنوع تقديم الخدمات وايضا يضاف الي مهام هذا الصندوق لجان لرصد وتحليل ما يقدم ما له وما عليه من حين الي آخر للتحديث ومواكبة مايستجد للرد. ويقول د. علي عبدالراضي استشاري العلاج النفسي: انه منذ أشرق الاسلام وهو هدف لألوان كثيرة من العداء بكل الوسائل المادية والمعنوية. وقد استغل المغرضون في الفترة الاخيرة بعض التصرفات الشاذة من بعض الافراد والفرق الضالة في بعض بلاد المسلمين محاولين تعميمها علي الامة الاسلامية كلها وللأسف هؤلاء الكارهون للاسلام لم يكلفوا أنفسهم القراءة والبحث فيما كتبه عقلاؤهم عن الاسلام »وللإنصاف لابد أولا أن نحاسب أنفسنا قبل محاسبة الآخرين اذا كنا نريد تغيير هذه الصورة».