هل يمكن لفرنسا وإيطاليا وباقي دول أوروبا أن تكفر عن الجريمة التي ارتكبها »حلف الناتو» حين استغل انتفاضة شعب ليبيا، لكي يقوم بتدمير أركان الدولة الليبية وتسليمها لقبضة عصابات الإرهاب ؟! وهل يمكن لهذه الدول »وفي المقدمة فرنسا وإيطاليا» أن تدرك أن تأمين مصالحها لا يمكن أن يتحقق علي يد الميليشيات الإرهابية، وأن دفع الإتاوات وتقديم الدعم لهذه الميليشيات طوال السنوات الماضية كان ثمنه فادحاً علي شعب ليبيا الذي افتقد الأمان والاستقرار، وحرم من ضرورات الحياة، في ظل سطوة الميليشيات التي تنوعت راياتها واتفقت غاياتها في نشر الدمار ومحاولة تحويل ليبيا إلي مركز لتمويل الإرهاب وقاعدة لقيادة عملياته ؟! تعرف هذه الدول جيداً كيف استطاع الجيش الوطني الليبي في أصعب الظروف أن يطهر شرق ليبيا من سطوة هذه العصابات، وأن يستعيد الأمن والاستقرار ويقضي علي الفوضي ويضرب ميليشيات الاتجار بالبشر. وتعرف أيضا كيف انتقل جيش ليبيا ليطهر بعد ذلك مناطق الجنوب ويمنع تحويل هذه المنطقة إلي مركز لقيادة الإرهاب في كل المنطقة بالتعاون بين عصابات الإرهاب في ليبيا مع العصابات المشابهة في تشاد ومالي والنيجر والصومال . جيش ليبيا الوطني علي أبواب العاصمة طرابلس يواجه ما تبقي من عصابات الإرهاب التي لم يعد لها مكان في مستقبل ليبيا.. حتي لو استمرت محاولات دعمها من تركيا وقطر، وحتي لو توافق الإخوان مع الدواعش والقاعدة في مقاومة إرادة شعب ليبيا في استعادة دولته، وتصميم جيشها علي إنهاء حجم الميليشيات وأوهام التقسيم . ما يجري في المنطقة يفرض حسم الموقف في ليبيا بسرعة. ولا خيار أمام المجتمع الدولي كله إلا بين طريقين: استعادة الدولة أو فوضي الميليشيات وحكم الإرهاب . ليبيا علي أبواب الخروج من المأساة. ولا عذر لمن يحاول وضع العقبات في طريقها !!