يظن البعض أن ما يحدث للمسلمين من ترويع واضطهاد هنا أو هناك هو طعن في الدين وانتقاص يهدد انتشاره، والحقيقة غير ذلك لأنه لا يكون في ملك الله إلا ما يريد الله.. ولأن الله ناصر دينه ولو كره الكافرون فهو سبحانه يجعل من كل حادثة سببا في إقبال الناس علي الدين ورغبة في معرفته.. وبينما يبحث الكثيرون عن نقائص إذا بهم يكتشفون رحمة الإسلام وأمانه فيدخلون فيه أفواجا.. وفي اليوم الذي مات فيه خمسون شخصا في نيوزيلندا اتخذهم الله شهداء دخل الإسلام ثلاثمائة وخمسون شخصا آخرون.. هذا ترتيب الله ما كان يتم بدون هذه الحادثة.. وانظر عندما نشرت الصحف في أوربا من قبل رسوما مسيئة للرسول تسلطت الأضواء وعرف الإسلام ودخل فيه عشرات الآلاف من الأوربيين.. وهكذا قبل شهر واحد فقط شهد الحرم المكي قدوم ثلاثين شابا من ألمانيا كلهم مطلقو اللحي حالقو الرؤوس لأداء العمرة وعمل جولة في عدد من الدول للدعوة إلي الإسلام بالرحمة والحكمة والموعظة الحسنة.. (وان تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم) والخطاب هنا لمن ورثوا الدين وظنوا أن الجنة عند أصابعهم بغير جهد ولا دعوة ولا تعب.. نعم فالله ناصر هذا الدين، وهو غالب علي أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.. والنبي صلي الله عليه وسلم أعلنها: أن هذا الدين سيبلغ ما بلغ الليل والنهار ولن يبقي بيت وبر ولا مدر ولا حجر إلا ودخله بعز عزيز أو بذل ذليل.. نعم هذه حقيقة ساطعة فالله ينصر هذا الدين بالبر والفاجر.. ولكن السؤال الأهم هو أين أنت من هذه النصرة وهل لك مكان فيها؟.