مايتردد حاليا عن الأضطهاد الذي تتعرض له الأقلية المسلمة فى أنجولا ليس جديدا فقد سبق أن كشفت المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان منذ مايزيد على ست سنوات عن عمليات تضييق وتميز يتعرض لها مسلمو انجولا مثل إغلاق المساجد والربط بينهم وبين الإرهاب فى وسائل الإعلام،ثم جاء إعلان وزيرة الثقافة فى أنجولا عن منع المسلمين من ممارسة شعائرهم هناك باعتبار أن الإسلام طائفة وليس ديننا بل وشرعت فى هدم المساجد وإغلاقها كما صرح مؤخرا احد ائمة المساجد هناك فى حديث تليفزيونى،وشكك مؤخرا ممثل الجالية الإسلامية في أنجولا" إدوارد كابيا" في مصداقية الحكومة الأنغولية فى نفيها لإضطهاد المسلمين ، مؤكدا أن إغلاق المساجد في البلاد لا يزال متواصلا.". : يذكر انه،يمثل المسلمون في أنجولا التي يبلغ عدد سكانها نحو 18 مليون نسمة أقلية لا تزيد عن 2 % من السكان ، وقد إعتنق بعض الأنجوليين الإسلام ، بعد هروبهم خلال الحرب الأهلية إلى الدول المجاورة ،مثل الكونغو والكنغو الديمقراطية (زائير سابقا) وتنزانيا ، حيث اختلطوا بالمسلمين في هذه الدول واعتنق بعضهم الإسلام ، وبعد رجوعهم إلى أنجولا كونوا أقلية إسلامية . وهناك دلالات تشير إلى أن الإسلام وصل إلى أنجولا منذ زمن بعيد وقبل وصول الإستعمار الأوروبي ، ففي أنجولا يوجد شارع يسمى شارع (مورتالا محمد ) أي (الشهيد محمد) ، وهو كما يروى أنه رجل مسلم دافع عن أنجولا ضد الغزاة الهولنديين الذين استعمروا أنجولا قبل البرتغاليين ، وأستمر في حربه معهم حتى أستشهد . كما يوجد في أنجولا جزيرة تسمى (موسولو) وهي محرفة عن (مسلمو) أي المسلمون . وفي أنجولا حاليا نسبة لا بأس بها من المسلمين الذين قدموا من غرب أفريقيا إلى أنجولا بهدف التجارة وقد كونوا جمعية إسلامية وبنوا مسجدا في العاصمة لواندا،"وهى معلومات متداولة على المواقع الألكترونية". وهكذا ينضم مسلمو انجولا لقائمة التميز التى تشن الآن فى كثير من الدول ضد كل ماهو مسلم،ولا عجب فى هذا! فنحن المسلمون نتحمل جزءا كبيرا بسبب تصرفات بعضنا التى تسىء الى الدين وهو منها براء،وكما علمنا رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ان الإبتلاء والتمحيص سنة إلهية لابد من وقوعها كما فى سورة العنكبوت""أحسب الناس ان يتركوا أن يقولوا ءامنا وهم لا يفتنون"الأية 2 ،ومعناه كما فى تفسير ابن كثير :أن الله سبحانه وتعالى لابد أن يبتلى عباده المؤمنين بحسب ماعندهم من الإيمان،كما جاء فى الحديث الصحيح"أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الصالحون ثم الأمثل فالامثل،يبتلى الرجل على حسب دينه،فإن كان فى دينه صلابة زيد له فى البلاء،ونذكر كل المضطهدين من المسلمين فى انجولا والفلبين والصين وبورما وكل مكان بقصة اصحاب الأخدودالذين حفر لهم الكفار اخدودا واشعلوا فيه النيران حتى يفتنوهم عن دينهم فأبوا واصروا على التمسك بالدين وما كان لهم اى ذنب سوى تمسكهم بدينهم،هكذا هى سنة الله فى خلقه البلاء والإبتلاء،فصبرا جميلا والله غالب على امره.وان مع العسر يسر ان مع العسر يسر. يظن كل كاره للإسلام انه قادر على ترهيب الناس من الدخول الى دين الله ولكن سبحان الله كلما زاد التمييز والتعصب ضد المسلمين ، دخل الإسلام الكثير وهو ما يتكرر بشكل يومى فى اوروبا وأمريكا وكذلك فى القارة السوداء والتى ينشط فيها متشددون كاثوليك يعلنون العداء السافر للإسلام، ورغم كل التضيق والتميز وهدم المساجد فدين الله باق كما أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم،،:( ليبلغن هذا الأمر مبلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله هذا الدين بعزعزيز،أو بذل ذليل، عزا يعز الله به الإسلام، وذلا يذل به الله الكفر). اخرجه احمد.