منذ منتصف الستينيات لجأت الدولة ممثلة في بنك الاستثمار القومي إلي احد البنوك الكبري في اصدار شهادة الاستثمار الادخارية لمواجهة نقص معدلات الادخار المحلي وذلك لتخصيص الحصيلة في تمويل مشروعات التنمية.. ولجذب اهتمام المواطنين منحت الدولة هذه الشهادات أعلي سعر فائدة مقارنة بالأوعية الادخارية الاخري.. وقد ساهم ذلك الاتجاه في الاقبال عليها خاصة لتنوعها بما يتناسب واهتمامات الاسرة المصرية، والوفاء باحتياجاتها وقت الحاجة ولذلك تغيرت مدة كل شهادة وطريقة حسابها. وتقول دائرة المعارف إن شهادة الاستثمار هي الورقة التي تثبت الحق في المبلغ المودع لدي المصرف والعائد منه، ورغم ذلك وفي قرار غريب منسوب للإدارة يتوقف البنك الكبير منذ يوم 3 مارس عن طبع وتسليم هذه الشهادات للمدخرين، وترتب علي ذلك زيادة معدلات الشكوي، والغريب ان المسئول عن خدمة العملاء يحصل علي الايصال الدال علي سداد المبلغ في خزينة البنوك وبالتالي يجد العميل نفسه بلا مستند ايضا وعندما يستفسر المدخر عن حاجته لأي مستند فلا يجد سوي القول سنبعث لك برسالة علي تليفونك المحمول لنؤكد لك إيداع المبلغ لدينا وفي حسابك لأن البنك يعاني من أزمة في طبع شهادات الاستثمار في الوقت الذي يقوم فيه بطبع كم هائل من النشرات الملونة عن نشاطه وتنوع خدماته التي يقدمها للمواطنين وهي ذات تكلفة عالية. وقد أثار هذا الاسلوب من التعامل شكوك بعض المدخرين فبعد ان قدموا مدخراتهم للخزينة قاموا بسحبها واتجهوا بها الي بنوك أخري ايضا خاضعة لرقابة البنك المركزي، وتسلموا شهادات ورقية تثبت حقوقهم. وهنا يتساءل المواطن ما الذي يضمن حقي إذا لم يكن تحت يدي مستند يفيد ما اودعته لدي البنك؟ وفي حالة وفاتي كيف يتعرف الورثة علي حقوقي؟ وقد يقال إنها مسجلة لدي كمبيوتر البنك.. والسؤال ماذا يفعل البنك اذا اقتحم هاكرز الكمبيوتر ودمر بياناته تماما كما فعل صبي لا يتجاوز عمره 17 عاما الذي اقتحم كمبيوتر وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون ودمر بياناته رغم التحصينات الضخمة. إن المواطن من حقه استلام شهادة ورقية تجدد وقت استخراجها ووقت استحقاقها وسعر الفائدة المستحقة عليها حتي يتابع ذلك بدقة، اما الاعتماد علي الذاكرة فهو درب من الخيال، علما بأن بعض الأسر ورجال الاعمال يستخرجون شهادات استثمار لتقديمها هدية لأبنائهم وللعاملين المتميزين تقديرا لعطائهم.. لذلك مطلوب من البنك سرعة إعادة النظر في قراره والعودة لنظامه السابق علما بأن هناك فئة من الشعب لا تتعامل بالتكنولوجيا والكمبيوتر. بعد قرار ترامب نقل سفارة بلاده للقدس وضم الجولان لإسرائيل.. ثم بعد ذلك يسألون لماذا يكره العرب أمريكا؟