تستعد البنوك الوطنية «الأهلى المصرى» و«مصر» و«القاهرة» لطرح شهادات استثمار قناة السويس مطلع الأسبوع المقبل، وتكشف «الوطن» عن خطة تلك المؤسسات لتوفير تلك الشهادات للمواطنين، عبر شبكة فروعها المنتشرة فى أنحاء الجمهورية كافة، ومن بينها عقد اجتماعات مع «المركزى» واستعدادات الفروع وتجهيز الأنظمة التكنولوجية والتنسيق بين البنوك و«المركزى» ووزارة المالية وهيئة قناة السويس. قال محمد بركات، رئيس مجلس إدارة بنك مصر، رئيس اتحاد المصارف العربية، ل«الوطن»، إن مصرفه يعكف على التجهيز لإطلاق شهادات استثمار قناة السويس خلال أسبوع، عبر شبكة فروعه المنتشرة فى أنحاء الجمهورية كافة التى تبلغ نحو 500 فرع، وينسق مع البنك المركزى المصرى، وبنكى «الأهلى المصرى» و«القاهرة»، بالإضافة إلى الجهات المعنية من وزارة المالية وهيئة قناة السويس لإطلاق المنتج الجديد. وتوقع «بركات» أن تنجح شهادات استثمار قناة السويس فى جذب تمويل شعبى قوى للمشاركة فى المشروع القومى الجديد، موضحاً أن الدافع الأكبر للمشاركة فى المشروع ينبع من وجود رغبة لدى شعب مصر فى تطوير وتنمية الاقتصاد، والالتفاف حول مشروع قومى. وأضاف أن ارتفاع العائد على شهادات «القناة» يعد ميزة تنافسية داعمة لنجاحها بقوة، خاصة أنه أعلى من سعر الفائدة الموجود فى السوق المحلية على المنتجات الادخارية، مثل شهادة التميز التى يصدرها مصرفه أو البلاتينية التى يصدرها البنك الأهلى المصرى بنحو 1.5%. وأضاف أن المنتج الجديد يوازى شهادات الاستثمار التى يصدرها البنك الأهلى لصالح وزارة المالية، التى تلقى قبولاً كبيراً من المواطنين وجمعت مبالغ مالية ضخمة. وأشار رئيس بنك مصر إلى أن مصرفه يعكف حالياً على إعداد جداول الاسترداد وسعر الفائدة الذى سيتم صرفه مرة كل 3 أشهر وفقاً لنظام الشهادة، قائلاً: «اللى بيشترى الشهادة عاوز يشارك فى مشروع قومى وبيعمل حاجة مهمة للبلد، وذلك بخلاف ما سيجنيه من عائد جيد على الاستثمار فى ذلك الوعاء الادخارى، خاصة أن العائد عليها مجزٍ، وأنا متأكد من أنه حتى لو العائد أقل ستكون هناك مشاركة شعبية ضخمة». من جانبه، قال هشام عكاشة، رئيس البنك الأهلى المصرى، إن مصرفه يعكف على اتخاذ الإجراءات اللازمة لطرح شهادات استثمار قناة السويس، من بينها تجهيز الفروع والأنظمة المصرفية التكنولوجية «السيستم». وقال رئيس البنك الأهلى المصرى إنه يجرى العمل على طرح المنتج الادخارى الجديد من كافة فروع البنك الأهلى المصرى المنتشرة فى أنحاء الجمهورية كافة، خلال فترة وجيزة بحد أقصى يوم الأحد أو الاثنين المقبلين. وتوقع «عكاشة» أن تنجح الشهادة الاستثمارية فى جذب حصيلة ضخمة من المدخرات خلال فترة وجيزة لعدة أسباب، من بينها ارتفاع الفائدة عليها مقارنة بالمنتجات الادخارية الأخرى المطروحة فى السوق والرغبة الشعبية فى المساهمة بالمشروع. وأضاف أن السوق المحلية مملوءة بالمنتجات الادخارية المتنوعة، التى تلبى رغبة شرائح كبيرة من العملاء، وأن الشهادة الجديدة تسهم فى زيادة ذلك التنوع، لافتاً إلى أن الأوعية الادخارية لن تتلاشى بعد طرح الشهادة الجديدة، بينما ستعمل على رفع معدلات الادخار وجذب عملاء جدد للقطاع المصرفى. وقال رئيس أكبر البنوك العاملة فى السوق المحلية إن مدخرات عملاء مصرفه فى الشهادات الادخارية البلاتينية لمدة 3 سنوات وبعائد 10.5% بلغ نحو 150 مليار جنيه، وهو ما يوازى نحو 38% من إجمالى ودائع العملاء لدى مصرفه، التى تقدر بنحو 400 مليار جنيه، لافتاً إلى أن «الأهلى» يدير شهادات استثمار تطرح لصالح وزارة المالية بأرصدة تجاوزت 100 مليار جنيه، وهو ما يوضح إقبال العملاء على المنتجات المشابهة. وتستهدف الدولة جذب سيولة تتراوح بين 50 و60 مليار جنيه لتمويل مشروع حفر قناة السويس، فيما تستعد البنوك الوطنية لعمل تحالفات مصرفية لتوفير القروض اللازمة لمشروعات حفر القناة وتنمية محورها إذا ما دعت الحاجة إلى ذلك خلال الفترة المقبلة.
