منزل كواندو بالقرنة فى الأقصر .. ( كواندو فان فوكت) لاحديث في البر الغربي كله إلا عن السائح الهولندي "كواندو فان فوكت " الذي عشق مصر وترابها وهام بنيلها وأثارها ، فاشتري قطعة ارض بني عليها منزلا له ولزوجته منذ ما يزيد عن عشرين عاما وظل يتردد عليهم ما بين القرنة وبلدته " بيست " بهولندا . وفجأة ومن حوالي ثلاثة أشهر أصيب بوعكة صحية وساءت حالته إساءة بالغة جعلته يعود الي بلاده ومعه زوجته "بينيت" التي عاشت معه احلي قصة حب شهد عليها كل مكان من ربوع البر الغربي للاقصر . وكون الرجل علاقة مودة وطيده من ابناء القرنة الذين ما ان سمعوا بمرضه سارعوا بالاتصال به يطمئنون عليه ولم يكد يمر يوم من ايام مرضه الا ويتلقي عشرات الاتصالات لدرجة ابهرت اهله واصدقاءه هناك في هولندا . فكان بمثابة اعظم سفير لمصر في بلده يحكي لهم حبه للمصريين ووفائهم النادر وصداقتهم التي لا تنقطع ، وشهد علي ذلك اتصالاتهم المستمرة به ليطمئنوا عليه ، وكأنهم يعيشون معه ، واستمر الرجل في فحوصاته الطبية يحدوه الامل نحو العودة الي مصر سالما معافي والي ذكرياته حتي فوجئ باسوأ خبر يمكن ان يسمعه انسان وهو ان حالته الصحية سيئة تماما وانه ليس امامه من العمر الا اياما معدودات . بعد ان تمكن المرض منه هنالك فقط احس الرجل انه بلغ من العمر عتيا اثنين وسبعين عاما فلملم الرجل اوراقه وحزم حقائبة وقرر ان يعود الي الاقصر لا لشئ الا ليدفن فيها لتتواصل احلامه مع القدماء المصريين الذين احبهم في احلي قصة حب . عاد الرجل الي القرنة من جديد واثر ان يخفي حقيقة مرضه علي احبابة واصدقائة الذين احتفلوا بعودته سالما من هولندا واعدوا له الاحتفالات التي تليق بذلك ورفض الرجل ان يخبرهم بدنو اجله حتي لا يري في اعينهم عبرات الحزن ودموع الفراق .. وبعد ان اشتد المرض عليه ألزمه الفراش حينها فقط صارحتهم زوجته بحقيقة المرض في الوقت الذي كان هو في غيبوبته ، والتي ما ان يفيق منها حتي يعود اليها الي ان نفذ وعد الله ولفظ الرجل انفاسه الاخيرة وسط احبابه الذين عاش بينهم وفضل ان يموت بين ايديهم وأن يقوموا بحمل جثمانه علي اكتافهم الي مثواة الاخير وتعاهدوا علي رعاية زوجته " بينيت" التي أوصتهم بدفنها بجوار زوجها في الاقصر ارض الشعب الطيب والنيل الخصيب .