آمال التونسىىن مسجلة على جدار بأحد الشوارع قبىل اعلان النتائج الانتخابىة تعهد حزب النهضة الاسلامي التونسي، الفائز بأكبر عدد من الاصوات في الانتخابات التونسية بحسب المؤشرات الأخيرة للنتائج النهائية، بالعمل علي إقامة مجتمع تعددي وعلماني واحترام حقوق الانسان. لكن الحزب لم يستطع الحصول علي الأغلبية في أول انتخابات ديمقراطية تجري في البلاد لتشكيل مجلس يكلف بوضع دستور جديد لتونس ويختار رئيسا انتقاليا. وفيما اعتبره تحليل لرويترز نموذج ل"نجاح الديمقراطية مع الإسلاميين" طمأن الحزب المستثمرين التجاريين بالعمل علي تحقيق الاستقرار في البلاد "سريعا جدا"، معلنا التزامه باحترام حقوق المرأة، وكافة التعهدات والمواثيق والاتفاقيات التي ابرمتها الدولة في العهود السابقة. وقال عبد الحميد الجلاصي، عضو المكتب التنفيذي في حزب النهضة الإسلامي، في مؤتمر صحفي بالعاصمة "نود أن نؤكد لشركائنا التجاريين والاقتصاديين، ولكل الجهات الفاعلة والمستثمرين بأننا نأمل أن يتحقق لدينا قريبا جدا الاستقرار والظروف الصحيحة للاستثمار في تونس". في غضون ذلك، يحتدم التنافس بين حزبي "التكتل من أجل العمل" اليساري، بزعامة مصطفي بن جعفر، و"المؤتمر من أجل الجمهورية"، بزعامة المنصف المرزوقي، وهو يساري عروبي، علي احتلال الموقع الثاني في انتخابات المجلس التأسيسي. فبحسب أخر التقديرات رجح الحزبان المذكوران أن يحلا بعد حزب النهضة الإسلامي الذي توقعت مصادره أن يحقق فوزا واسعا يصل الي 40 ٪ من أصوات الناخبين. من جانبهم قال مراقبو بعثة الاتحاد الأوروبي امس ان الانتخابات التي تجاوزت نسبة المشاركة فيها ال 90 ٪ من الناخبين المسجلين وعددهم نحو أربعة ملايين اتسمت بالشفافية. وسيقوم المجلس التأسيسي المُنتخب بإعادة صياغة الدستور وتعيين حكومة مؤقتة وبتحديد موعد للانتخابات الرئاسية الأولي بعد الإطاحة بالرئيس السابق زين العابدين بن علي إثر ثورة شعبية في السابع عشر من يناير الماضي. من جهتها أشادت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون بأول انتخابات حرة في تونس معتبرة أنها "مثالا يحتذي في المنطقة والعالم". ومن دون التعليق علي الفوز المحتمل لحزب النهضة الإسلامي، وصفت كلينتون الانتخابات بأنها "مرحلة تاريخية علي طريق تونس من ديكتاتورية متسلطة الي حكومة تحترم رغبات شعبها".