حضور الرئيس للقمة.. وإعلام لا يعرف الخجل! وتسابقت بعض وسائل الإعلام، في شرح أسباب عدم حضور الرئيس السيسي للقمة، واخترعوا قصصاً وحكايات استمروا في ضخها، حتي أثناء مغادرة الرئيس إلي تونس.. وزاد ظهور العالمين ببواطن الأمور. لم يشعروا بالخجل بعد حضور الرئيس، واستمروا في تبرير أكاذيبهم وتحليلاتهم الوهمية.. مع أنهم لو فكروا لحظة واحدة، لأدركوا أن الرئيس كان يحضر احتفالية كبري للمرأة تم تحديد موعدها سلفاً، وغادر في اليوم التالي إلي القمة. »أزمة» الإخوان الكبري في »انفراج» أزمات الناس. وكانت صدمتهم الكبري في صدور قرارات الرئيس، بزيادة المرتبات والمعاشات، في وقت كان فيه أشرار الإخوان ومن معهم، يزعمون طرد الموظفين استجابة لصندوق النقد الدولي، وتخفيض المرتبات وغيرها من شائعات التحريض والإثارة. كانوا يتمنون حريقاً في الأسعار، وضيقاً في المعايش وغضباً في النفوس، فليس لديهم إلا إشعال الحرائق ليستدفئوا علي نارها، فلا حياة لهم ولا بقاء إلا في الخراب والغضب والفوضي. كيف نحمي قرارات الرئيس من انفلات الأسعار ؟ الرئيس قال »الحاجة اللي تغلي ماتشتروهاش»، وعندنا تجربة ناجحة اسمها »خليها تصدي»، ويجب أن تستيقظ جمعيات حماية المستهلك لتنشيط مبادرات مثلها، لتكون سلاحاً فعالاً في مواجهة الغلاء. مسئولية وسائل الإعلام - أيضاً - أن تتصدي لموجات الغلاء، بالشرح والتبصير والتنوير، وأن تكون قضية قومية كبري، وليست مجرد تغطيات إعلامية عابرة. التجار ليسوا ملائكة ولا شياطين، والتجارة شطارة. فإذا وجدوا الفرصة سانحة اقتنصوها، دون اعتبار لعوامل اجتماعية أو اقتصادية، وإذا أحسوا بالقبضة الحديدية تراجعوا وتنازلوا، والقبضة الحديدية ليست البوليسية، ولكن إحجام الناس عن الشراء. وبجانب المقاطعة الشعبية، يبرز دور الدولة في التدخل العاجل لسد العجز في مختلف السلع، وضبط الأسواق بالوفرة، كما حدث بالنسبة للسكر والزيت، وعديد من السلع التي تسيطر علي أسعارها بالبطاقات التموينية. قرارات الرئيس بزيادة المرتبات والمعاشات.. ثمرة الإصلاح. الأحق بالحصول علي ثمار الإصلاح هم الناس، وليس فئة من رجال الأعمال والمستثمرين، وليس صحيحاً بعض النظريات المغلوطة، مثل أن ثمار الإصلاح تصعد لأعلي للمستثمرين، ثم تهبط لأسفل ليستفيد منها الناس، فهذا لم يحدث. الأراضي لم تعد حكراً علي فئة معينة، حققوا المليارات، وأصبح عائدها للدولة، للإنفاق علي الأجور والمرتبات والخدمات، ومع كل الاحترام والتقدير لنظريات حرية رأس المال، فالحرية لا تعني أن تحصل فئة قليلة علي كل شيء، ويُحرم الناس من كل شيء. الوقفات الاحتجاجية لا تثري الحوار الدائر حول التعديلات الدستورية.. بل تضره. إذا كان الغرض منها التعبير عن رفض التعديلات، فوسائل الإعلام والسوشيال ميديا، تعددت وتنوعت وتمتلئ ليلاً ونهاراً بفيض متدفق من الآراء والموضوعات. أما إذا كان الهدف هو العودة إلي الشوارع والميادين، فالناس استوعبوا الدرس تماماً، ولن يكتفوا بالفرجة وسيتصدون بأنفسهم للمحتجين، البلد لا يحتمل ذلك، الدنيا بدأت في الاستقرار ولن يسمح أحد بالفوضي.