زرت مسقط، الموجة الدافئة والآمنة والنقية في حضن الخليج، قضيت فيها سبعة أيام، كقيمة مضافة الي ال 62 عاما الماضية من عمري فيها، (4891- 0102) عمر جميل لا يزال حيا وبريئا ومتوهجا، وكان التوهج قبل أيام عبر مشهدين يستحقان الوقوف مليا، أحدهما سياسي وهو انتخابات مجلس الشوري ، أرفع مستويات التعبير عن الرأي، والآخر افتتاح دار الأوبرا العمانية، صرحان فنيا في المعني والمبني، وهي الدار الواحدة والوحيدة في الخليج والثانية بعد القاهرة، والأحدث في العالم. جلسات كثيرة، ومناقشات مثيرة، مع رجال السياسة والثقافة والإعلام والمجتمع والناس، وكلما تجاذبنا أطراف الحوار في المشهد الراهن، سيطرت تجليات المشهد المصري بعنفوانه وعنفه، نشرق ونغرب في كل مرة ليكبر السؤال الأعظم، استفهاما واستنكارا واعجابا وتعجبا: كيف ومصر فيها الكبار والمشاهير والمرجعيات من العلماء والفقهاء والمفكرين والاستراتيجيين والكتاب والمبدعين في كل مجال، كيف لا يستطيعون احتواء ما يحدث في هذا البلد الثمين؟ ويتساءلون أكثر: إن في استقرار مصر استقرارا لجميع شعوب المنطقة، إننا ، صغيرنا قبل كبيرنا، نتابع ونراقب ساعة ميدان التحرير، ساعة بساعة، ونترقب اللحظة الكبري، متي؟ ويقولون أيضا: بداخلنا ألم مما يحدث من تداعيات، وأمل في لحظة التنوير، وعشرات التساؤلات الحيري، التي يفوقها صمت العيون فطرفها حب كبير لمصر بما فيها ومن فيها. كان من المفروض أن نتعمق في تحليل واستقطار كيفية احتواء القيادة السياسية لما شهدته عمان قبل شهور مضت من دعوة للإصلاح، وكيف تمكن السلطان قابوس بن سعيد من إدارة الأزمة وإنهائها في أيام معدودات، ولماذا وكيف أدارها بنفسه، وكيف استجاب الناس في عمان بهذه السرعة لحزمة الإصلاحات التي كانت مبرمة سلفا وقد تزامن تحقيقها مع المطالبة بتنفيذها؟ قل هي حكمة اتخاذ القرار الصائب في الوقت المناسب، قل هي حكمة الرجل الذي يعيش لشعبه أكثر مما يعيش لنفسه، قل ما تشاء ولك ما تشاء، فالشواهد ماثلة والمشاهد دالة علي تطابق التصورات للتصديقات، هدوء وسكينة، ورضا وطموح، وبلدة طيبة ورب رحيم ( وإذا العناية لا حظتك عيونها نم فالمخاوف كلهن أمان). أقول كان المشهد المصري مهيمنا، وكان الموقف العماني الرسمي والشعبي، ولا انفصام بينهما، واضحا، اعتدال في الرؤية، موقف معهود وحكيم، ومألوف من عمان لمصر، ثوابت السايسة العمانية لا تتغير، الشرعية هي المصدر، أني كانت. الذي لمسته أن وعي المواطن العربي أصبح وعيا كونيا، فنحن في عصر المواطن العالمي، وفي مسقط أيضا لا انغلاق ولا استغلاق، و لا أسوار ولا أسرار، كان كل الأحاديث تؤكد ذلك، ومن أعظم المشاهد التي لا أنساها، دعوة رجل عماني بسيط من عامة الناس، هو عم »سيف الحراصي« السائق العتيق في وزارة الإعلام والي واكب ورافق العديد من الشخصيات من كل حدب ومن أنحاء العالم، دعوة منه أطلقها الي السماء وهو يودعني علي أمام مطار مسقط الدولي (ربنا يحمي مصر ويحميها لأنه بيحبها) آمين. نفسي الأمارة بالشعر انفذي فيّ بسلطان وبالعهد» تحلّي« أبرقي إن براق الروح ممدود بموجات »التجلي« واعرجي بي إنما المعراج موصول بأسباب »التخلي« أطلقي روحك في روحي، افتحي فالفتح قد صار مبيناً واختراقي في احتراقي وبقائي في فنائي يتنزل نورك يخرجني من صدع الرجفة ! ويدثرني ويزملني يدخلني ملكوت اللهفة ويلملمني ويرتلني يقرؤني أصداء الرأفة ويزمزمني ويطوف بي وأنا بين الرجم وبين اللثم أسعي أصفو أهفو بأثير صاغته ذبذبة الرحمة