يبقي التنافس بين الولاياتالمتحدةوالصين قائما ما بقي الطموح للتفوق والريادة، لذا تعددت ساحات الصراع ومجالات المواجهة، مع الثورة التقنية التي يشهدها العالم يسعي البلدان إلي السيطرة الرقمية علي العالم من خلال تكنولوجيا الجيل الخامس التي تنذر بثورة في طريقة استخدام الإنترنت وتغيير شكل الاقتصاد العالمي. بفضل هذه التكنولوجيا ستكون نظم الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والروبوتات والسيارات ذاتية القيادة، من أهم الأدوات التي نستخدمها في الحياة اليومية في المستقبل القريب. تعتبر الصين هذه التقنية الجديدة العمود الفقري لاستراتيجية »صنع في الصين 2025»، التي ستحول بكين إلي »قوة تكنولوجية عظمي»، إلا أن الولاياتالمتحدة تعتبر تلك الاستراتيجية مصدر قلق بالغا وتهديدا مباشرا لأمنها القومي. وبحسب بعض الدراسات المتخصصة تساهم تكنولوجيا الجيل الخامس في خلق اقتصاد بحجم 12.3 تريليون دولار بحلول 2035، أما مبيعات الجيل الخامس نفسها ستنتج إيرادات تبلغ قيمتها 3.5 تريليون دولار، إضافة إلي 22 مليون فرصة عمل. دخلت تكنولوجيا الجيل الخامس حيز التنفيذ في العديد من القطاعات بالصين، حيث أعلنت شركة تشاينا موبايل المملوكة للدولة أنها تقوم ببناء أول طريق يعتمد علي تكنولوجيا الجيل الخامس من حيث عمليات الدفع الإلكتروني والمراقبة. أيضا تم تشغيل ميناء تشينغداو، ونجح الميناء في إنهاء أعمال تحميل وتفريغ الحاويات باستخدام رافعة للتحكم عن بعد تعمل علي شبكة الجيل الخامس، ويمكن مراقبة عملية التشغيل من خلال الإرسال اللاسلكي القائم علي تقنية الجيل الخامس. التفوق الصيني بدا جليا في نبرة الثقة التي تحدث بها رئيس مجلس إدارة شركة »هواوي» الصينية جو بينج قبيل انطلاق ملتقي »عالم الهاتف النقال» في برشلونة، حينما قال إن الولاياتالمتحدة خسرت سباق تكنولوجيا شبكات الجيل الخامس، رغم محاولاتها لحظر »هواوي» في جميع أنحاء العالم. علي الجانب الآخر، تعترف الولاياتالمتحدة بتأخرها في سباق الحصول علي هذه التكنولوجيا الجيل الخامس. الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اعترف بتخلف بلاده في هذه التكنولوجيا، إلا أنه يري أنه بإمكان بلاده العودة من جديد والتفوق علي الصين من خلال تخطي الجيل الخامس إلي تكنولوجيا الجيل السادس. وقال ترامب عبر تويتر: »لا يوجد سبب يجعلنا نتخلف عن شيء ما في المستقبل أريد أن تفوز الولاياتالمتحدة من خلال المنافسة، وليس من خلال حجب التقنيات الأكثر تقدما حاليا. يجب أن نكون دائما الرائد في كل ما نقوم به، خاصة عندما يتعلق الأمر بعالم التكنولوجيا المثير للغاية». سبق وأن شنت الولاياتالمتحدة حربا ضروسا ضد تقنيات شركة هواوي الصينية لشبكات الجيل الخامس، وأطلقت حملة للتواصل مع حلفائها الغربيين لإقناعهم بالتخلي عن أجهزتها بحجة أنها تشكل خطرا علي الأمن القومي لها. وكانت واشنطن قد مارست ضغوظا علي دول حليفة مثل ألمانيا واليابان وإيطاليا، ولم تلق التحذيرات الأمريكية قبولا لدي دول أخري مثل ألمانيا التي بدأت بالفعل هواوي في بناء البنية التحتية للجيل الخامس بها، ما دفع واشنطن إلي تهديدها بخفض مستوي التعاون الاستخباراتي معها حال استمرارها في الاعتماد في معدات هواوي. ردت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل علي هذه التهديدات بأن الحكومة الألمانية هي من تحدد معاييرها الأمنية فيما يخص الجيل الخامس بها.