المشهد الانتخابي في الشارع السياسي المصري ساخن ان لم يكن ملتهبا.. مفاجآت من العيار الثقيل نسمع عنها يوميا مما يجعلنا نحتار في تفسير نوايا الاحزاب.. فقد اجل التحالف الديمقراطي للاحزاب اعلان قوائمه الانتخابية حتي الغد لمد فترة التفاوض والتنسيق بين الاحزاب المتحالفة.. وتوالي خروج الاحزاب من التحالف بسبب الصراع علي ترتيب مرشحي الاحزاب داخل القوائم.. نفس الوضع نجده في الكتلة المصرية حيث انسحب نصف الاحزاب تقريبا من الكتلة.. وكل حزب يخرج من التحالف يحل مرشحو الاخوان محل مرشحيه في القائمة ويعلم الله كم ستبلغ نسبة مرشحي الاخوان في قائمة التحالف عند غلق باب الترشيح. وبعيدا عن التحالف والكتلة نري ان الاحزاب الاسلامية الاخري مثل النور والوسط والاصالة والبناء والتنمية تسعي لتكوين تحالف اسلامي لخوض الانتخابات البرلمانية القادمة بقوائم واحدة رغم اعلان حزب الوسط انه سيخوض الانتخابات بقوائم مستقلة.. وان كنت اشك في ذلك. ويشهد حزب الوفد صراعات داخلية بين صفوفه بسبب ترشيح عدد من اعضاء الحزب الوطني المنحل علي قوائمه.. ونفس الخلافات نجدها في باقي الاحزاب بسبب الصراع علي ترتيب القائمة وضم عناصر نسائية وشبابية وقبطية اليها. في الوقت نفسه ينتظر الشارع السياسي اصدار قانون العزل علي من افسدوا الحياة السياسية سواء من الحزب الوطني المنحل أو من احزاب المعارضة. واذا كانت اللجنة العليا للانتخابات قد حددت مبلغ نصف مليون جنيه كحد اقصي للدعاية لاي مرشح ومليون جنيه للحزب.. وفي رأيي ان تحديد مبلغ 005 الف جنيه لكل مرشح لاعمال الدعاية يثير عددا من التساؤلات لعل اهمها: من يقدر من المرشحين الشبان أو من الاحزاب الجديدة علي توفير مثل هذا المبلغ للدعاية.. في الوقت نفسه سنري الكثيرين يتحايلون لتجاوز هذه المبالغ بكثير بحجة ان الناخبين يعلقون لافتات تؤيدهم.. فكيف سيحاسبهم القانون علي تجاوزاتهم وكيف يرصدها ثم كيف يسترد النائب المحترم ما انفقه علي الدعاية بعد نجاحه في البرلمان الجديد وهناك آلاف من العيون المفتوحة لكل تصرفاته وتحركاته.. وقد انتهي عهد الحصول علي الاراضي والمتاجرة في تأشيرات الحج والشقق والسيارات وغيرها والتي كانت تجعل المرشحين يتكالبون علي الفوز بمقعد البرلمان. تساؤل اخر يثيره المشهد الانتخابي وهو هل تتخلي العائلات والقبائل عن مقاعدها التي كانت محجوزة لها في كل البرلمانات السابقة.. وهل سيغير هؤلاء النواب جلدهم وقد كانوا يتسابقون إلي الانضمام للحزب الوطني للفوز بهذه المقاعد.. وكيف يكون الوضع اذا فوجئت هذه العائلات والقبائل بضياع هذه المقاعد بحجة ان مرشحيهم من الفلول. وفي النهاية اين شباب الثورة من هذه الانتخابات.. وهل يستطيعون خوض غمار هذه المعركة الشرسة ام انهم سيكتفون بالفرجة عليها بعد ان قفز كل المنتفعين إلي صدارة الصورة وانزوي الثوار؟! كلمات حرة مباشرة: بيرم التونسي شاعر الشعب له زجل رائع يعبر عن اسباب الصراع علي كرسي البرلمان يقول فيه مخاطبا امرأته: وحياة غلاوتك عندي لاشتري كرسي وادخل مزاد الكراسي وزي ما ترسي خمس فدادين هابيعهم واحسبيها قمار احطهم للمحاسيب والفتة والأنفار وبعدها اعرف انا آكل علي ضرسي