المدينة تودع العشوائيات الخطرة وتصاريح البناء بالتوقيع الإلكتروني رفع كفاءة 3 آلاف كيلو متر من الطرق.. و16 شركة شبابية تبدأ في جمع القمامة مليار جنيه لتطوير بحيرة مريوط »الآن أستطيع أن أتحدث، فما يتحقق علي الأرض ينبئ أن عروس البحر تخضع لجراحة كبري تعيدها شابة، وخلال أشهر قليلة من العام الحالي، سوف تتدفق الحيوية في شرايين الثغر من جديد». كلمات واثقة قالها الدكتور عبد العزيز قنصوة محافظ الإسكندرية وهو يستقبل »الأخبار» في مكتبه بديوان عام المحافظة لإجراء أول حوار صحفي له عقب توليه منصبه منذ 5 أشهر، كان يمتلك إجابات بالأرقام ونتائج ملموسة وبراهين قادرة علي الإثبات، ونحن ننقل إليه هموم المواطن ومشاكل الشارع وأحلام أبناء الثغر المؤجلة، كان المحافظ واثقا ومتفائلا بالغد القريب، ولديه رؤية واضحة عن معالجات وحلول وخطط بدأت بالفعل تؤتي ثمارها وتتشكل ملامحها وتتواصل دلالاتها، وفق جداول زمنية وبرامج علمية واستزادة تكنولوجية وميزانيات مرصودة، برامج ومشروعات عملاقة وجريئة وحاسمة افتقدتها عروس البحر منذ سنوات، وتحولت الآن من وعود وتصريحات علي الورق، إلي إنجازات قائمة وأخري تسابق الزمن للتحقق. الحوار مع محافظ الإسكندرية يبعث علي التفاؤل ويبث روح الحماس للمشاركة الإيجابية. • التوسع الأفقي للإسكندرية حلم وحل رسمه الخبراء، وانتظره أهالي وعشاق عروس البحر ؟ - تعداد سكان الإسكندرية حاليا يبلغ 5 ملايين و500 ألف نسمة تقريبا، يتركز معظمهم (75 % منهم) في شرق المدينة؛ حيث توجد الخدمات في شريط جغرافي مواز للكورنيش، بينما غرب المدينة يعاني من نقص الخدمات واتساع الأراضي، هذه الخريطة السكانية تصاعدت كثافتها شرقا عبر عقود متتالية، في توسع رأسي مخيف منح الفرصة لتمدد أخطبوطي للعشوائيات وتفاقمت معها مشاكلها، وخلق أزمات البناء المخالف وتعلية المباني والضغط علي المرافق، مما أصاب المدينة بحالة انسداد في الشرايين، لا تفلح معها المعالجات المؤقتة ولا المسكنات، من هنا جاءت رؤية الرئيس عبد الفتاح السيسي بإضافة حيز عمراني وتنموي حضاري جاذب، يتكامل أفقيا مع مجموعة من الحلول العلمية الجذرية، لفتح شرايين عروس البحر وإعادة الحيوية إليها. عدة مشروعات كبري يجري العمل فيها بالتوازي علي أرض الواقع، وفي سباق مع الزمن، ومتابعة منتظمة ودقيقة من الرئيس السيسي تكلفتها الإجمالية تزيد علي 21 مليار جنيه. شريان تنمية الاختناقات المرورية بالإسكندرية أصبحت حالة دائمة في الصيف والشتاء؟ - هناك حزمة من الروابط المتكاملة للرؤية العصرية لخريطة المدينة لاستعادة شبابها وتسليك شرايينها المسدودة، ويأتي مشروع تطوير محور المحمودية علي رأسها، المحمودية ليس طريقا مروريا جديدا وإضافيا للإسكندرية، بل هو شريان تنمية يشتمل علي 14 منطقة تنموية وحضارية جديدة، ممتدة عبر منطقة خورشيد شرقا، ووصولا إلي منطقة المكس غربا، بطول تقريبي حوالي 22 كيلو مترا، شريان مروري باتساع 6 حارات رئيسية، وتتوزع بطول الطريق 14 منطقة تنموية وخدمية، كل منطقة لها طابع جمالي وحضاري خاص، وتشتمل علي مساحات خدمية وتجارية وأنشطة متنوعة وحمامات سباحة وملاعب ودور عبادة وحدائق ومتنزهات بالإضافة إلي مستوصفات ونقاط إسعاف وحماية مدنية، بالإضافة إلي انشاء 4 مدارس كل منها بمساحة 2500 متر، ومستشفيين علي أحدث النظم الطبية. أما الجهة القبلية للمحور فستحظي بمنطقة اقتصادية متطورة وخطوط أتوبيسات وترام. ومن المنتظر أن يتم افتتاح المشروع نهاية العام الحالي، ويربط بين الطرق الرئيسية الزراعي والصحراوي والدائري والدولي والساحلي بسيولة ودونما اختناقات. وتبلغ التكلفة المخصصة لإنشاء شريان محور المحمودية 5.5 مليار جنيه، أما مجموعة الكباري التي تقام علي المحور بأطوال 6 كيلو مترات فتكلفتها مليار و50 مليون جنيه، الدراسات المرورية تقول إن افتتاح المحور نهاية العام الحالي مع 7 كباري عرضية تنقل الحركة المرورية من المحور وإليه تمثل انفراجة مرورية حقيقية وسيولة سيشعر بها أهالي وزوار الثغر. المونوريل وهل هناك خطة لمواجهة فوضي الميكروباص التوك توك ؟ - أهالي الإسكندرية -وأنا منهم- يحلمون منذ ما يقرب من 40 عاما بوسيلة نقل جماعي سريعة لائقة وحضارية وعصرية تربط أقصي الشرق »أبوقير» بأقصي الغرب »برج العرب»، وتمثل بديلا عن الحركة البطيئة لترام الرمل، وبعد دراسات موسعة توصل الخبراء إلي أن أفضل وسيلة هي » المونوريل» وهو قطار يسير فوق كباري علوية سيحل بديلا للترام وقطار أبو قير، وسيوفر محورين إضافيين لاستيعاب الحركة المرورية، ويتكامل مع الانفراجة المرورية لمحور المحمودية. الدراسات الانشائية أوشكت علي الانتهاء وخلال 3 أشهر ستبدأ عمليات الترسية والتعاقد علي التنفيذ. المرحلة الأولي للمونوريل »وهو وسيلة نقل سريعة ما بين المترو والقطار» ستكون فوق خطي قطار أبو قير وترام الرمل، بطول 37 كيلو مترا، 13 كيلو منها فوق مسار ترام الرمل من فيكتوريا إلي رأس التين، و24 كيلو فوق مسار قطار أبو قير حتي محطة مصر، مع وجود محطة تبادلية بين الخطين في فيكتوريا. وهذه هي المرحلة الأولي التي سوف تنتهي خلال عامين بتكلفة حوالي 17 مليار جنيه. يتم تمويلها ذاتيا من موارد المحافظة بالتعاون مع وزارتي النقل والإسكان ممثلة في هيئة تنمية المجتمعات العمرانية. تحسن صيفي كيف استعدت المحافظة لفض الاشتباك المروري في الموسم الصيفي؟ - الموسم الصيفي المقبل سوف يلمس أهالي المدينة وضيوفها من المصطافين تحسنا ملحوظا علي كافة المستويات، تم التخطيط له منذ فترة، وبدأ التنفيذ بعد انتهاء موسم النوات الممطرة، العمل يجري الآن لرفع كفاءة الطرق الرئيسية وإعادة تأهيل 3 آلاف كيلو متر، وتم رصد مبلغ مليار و200 مليون جنيه لتنفيذ الخطة. هل ستختفي الفوضي من الشواطئ الصيف المقبل ؟ - شواطئ الإسكندرية أيضا سوف تشهد تحسنا ملموسا، وفق رؤية وآليات جديدة لطرح إدارة الشواطئ،بهدف انهاء الشكاوي وتحقيق الانضباط وإعادة الراحة والاستمتاع للمصطافين وعشاق الثغر، ومن خلال تعاقدات جديدة مع شركات سياحية لها سابقة أعمال جادة، وأسعار ثابتة ومراقبة للأداء من خلال شركات أمن تم التعاقد معها تضمن منع التجاوزات والمخالفات نهائيا، وتطبيق فكرة الشواطئ النموذجية؛ حيث سيقدم مع بدء الصيف شاطئ » البوريفاج » التاريخي نموذجا للشاطئ المثالي لاستعادة مجده القديم وارتباطه في ذاكرة عشاق الإسكندرية بذكريات ساحرة، وبالتالي سيخلق هذا تنافسا بين الشواطئ لاجتذاب الرواد وتحسين الخدمات وتجنب الشكاوي. وستمتد الفكرة أيضا للشواطئ المجانية بحيث يكون للمواطن حق الاختيار ما بين الاستمتاع بالخدمات بأجر رمزي أو الذهاب للشاطئ بأدواته الشخصية، وتعميم ذلك علي كل الشواطئ تباعا،ويتوازي مع الفكرة أيضا تطبيق تجربة » الشارع النموذجي» في كل الخدمات من حيث الرصف والنظافة ولافتات الإرشادات والإضاءة. إصلاح المحليات ما رؤية المحافظة لمواجهة حقيقية مع منظومة فساد المحليات وتوابعها ؟ - الإسكندرية بدأت بالفعل في خطوات تعميم التعامل الإلكتروني في المحليات بعد دراسات مستفيضة، ووصلت الخوادم الإلكترونية وتسلمتها المحافظة، وخلال 3 أشهر ستكون 40 خدمة متاحة للتعامل الإلكتروني بالإسكندرية، جزء منها عبر استخدام الهواتف الذكية » الموبايل»، وجزء آخر يحتاج إلي توقيع إلكتروني لمتلقي الخدمة، مثل تراخيص البناء، وذلك يمنح متلقي الخدمة ميزة متابعتها إلكترونيا بنفسه دونما وسيط، وتصفح ملفه يوما بيوم وخطوة بخطوة، كما أن التعامل الإلكتروني سيسد ثغرات البيروقراطية التي يتسلل منها الفساد، فالموظف الذي يشعر أن أداءه مراقب ومتابع ومسجل إلكترونيا سيكون ملتزما بالانضباط في الأداء. ولكي ينجح تطبيق التعامل الإلكتروني لابد أن يتوافق معه مايسمي بتطبيق النظم الجغرافية ؛ بحيث تكون كل مبني وقطعة أرض في الحيز الجغرافي للمدينة مسجلة بالتفاصيل إلكترونيا. 3 مراحل للنظافة هل هناك جديد في مشكلة القمامة التي تتفاقم في فصل الصيف؟ - هناك ثلاثة محاور لتطوير منظومة النظافة بالثغر، عن طريق خطة تطوير واستكمال 3 مصانع لتدوير المخلفات، انتهت المحافظة من ترسية المصنع الأول ووصلت معداته حاليا في ميناء الإسكندرية ليبدأ العمل خلال 6 أسابيع، بينما ينضم إليه المصنعان الآخران في ديسمبر المقبل، بحيث تقل الكميات المنقولة إلي المدفن إلي 25 % فقط من القمامة . أما المرحلة الثانية فهي الخاصة بنظافة الشوارع وقد تمت تجهيزاتها بنجاح، حيث قامت شركة النظافة برفع كفاءة وزيادة معداتها وعمالها بنسبة 65 %، أما المرحلة الثالثة التي نسير فيها بنجاح وهي الخاصة بتفعيل جمع القمامة من داخل العمارات والتعاون مع حراس العقارات، أما فيما يتعلق بالجمع من البيوت والصعود للشقق، فقد تقدمت للمحافظة 16 شركة شبابية لتتولي العمل في تلك المنظومة. أما ظاهرة النباشين والفريزة فسيتم في بعض الحالات دمج من يرغب منهم للمنظومة وفق آليات حضارية، أما المخالفون فسوف يتعرضون لعقوبات قانونية تطول حتي حراس العقارات بتحرير محاضر للمخالفين منهم عند تعمد تأخيرهم جمع القمامة للتعامل مع النباشين مقابل عمولات، وذلك بتغريم الحارس المخالف مبلغ ألف جنيه. بحيرة مريوط ما تفاصيل إزالة التلوث والتعديات علي بحيرة مريوط؟ وما مصير آلاف الصيادين وأسرهم؟ - تم عرض مشروع تنمية بحيرة مريوط أثناء افتتاح الرئيس السيسي لمشروع (بشاير الخير 2)؛ حيث من المقرر قيام الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بالعمل بالمعدات الحديثة وبكامل طاقتها أوائل مارس، وتتضمن أعمال التطوير القيام بتطهير جذري بأحدث الأساليب العلمية للرسوبيات في قاع البحيرة بتكلفة مليار جنية. واوجه رسالة اطمئنان لصيادي البحيرة وعائلاتهم، وتبديد لاي مخاوف أو شائعات يرددها المغرضون باستهداف مصالحهم، بل علي العكس سيكون الصيادون هم أكبر المستفيدين من تطوير البحيرة وعودتها كمصدر رزق لهم. وداعا للعشوائيات ما مصير سكان العشوائيات المتبقية في الإسكندرية؟ - الإسكندرية سوف تودع العشوائيات الخطرة تماما مع انتهاء العمل في (بشاير الخير 3)، والتي يجري تشييدها الآن وتتضمن إنشاء 10 آلاف و624 وحدة سكنية إلي جانب مناطق خدمية وتعليمية وتجارية وترفيهية، وتستهدف نقل سكان 8 مناطق متبقية من العشوائيات الخطرة إلي مناطق حضارية، أما بقية المناطق العشوائية التي تعاني سوء التخطيط ونقص المرافق والخدمات فسوف تخضع للتطوير حسب احتياجات كل منطقة، وهذا الأمر لابد من توضيحه لأهالي تلك المناطق لأن هناك شائعات مغرضة تنتشر بينهم بأن مساكنهم ستتم إزالتها بالكامل، وللتوضيح فإن منطقة مثل نجع العرب كمثال فإن البيوت التي تعتبر خطرة فيها لا تتعدي 200 بيت، أما بقية منازل المنطثة فهناك إمكانية لترفيقها وتطويرها وتحسين الخدمات بها.