بقلم : هاني عزيز www.hanyaziz.net استطاع الدكتور سمير نجيب بانوب ان يحقق حلم الرئيس الامريكي باراك أوباما والذي وعد به الناخبين الامريكيين في حالة انتخابه رئيسا للولايات المتحدة بإصلاح نظام الرعاية الصحية ليشمل جميع الامريكيين. والحلم الذي طالما ما راود الرؤساء الامريكيين منذ فرانكلين روزفلت في اربعينات القرن الماضي وفشلوا في تحقيقه ويعتبر قانون إصلاح الرعاية الصحية واحدا من اهم التشريعات التي اصدرها الكونجرس الامريكي منذ نصف قرن. ولقد استطاع الدكتور سمير ان يضع اسس نظام التأمين الشامل في الولاياتالمتحدة ليكون التأمين إجباريا بعد ان حالت رسوم التأمين الاختياري دون دخول 24 مليون أمريكي تحت مظلة صحية. ولعل كلمات الرئيس الامريكي إلي الدكتور لهي اعظم شاهد علي تقدير الرئيس الامريكي »بسببك انت اصبح لدي كل امريكي غطاء للتأمين الصحي ولك الشكر« وكلمات الرئيس الامريكي تعبر عن عظيم امتنانه لانه حقق حلمه بتحقيق وعده الانتخابي للناخبين الامريكيين والذي سوف يكون معينا وداعما له في حالة ترشحه لفترة ثانية. ولمن لايعرف الدكتور سمير نجيب فهو استاذ ومستشار للإدارة الصحية الدولية وخبير بمنظمة الصحة العالمية واسهم في إدخال ورسم سياسات التأمين الصحي بدول شرق اوربا وله من الابحاث الكثير أغلبها في مجال التأمين الصحي الشامل. والحقيقة فان الدكتور سمير نجيب يأتي ضمن طابور طويل من العلماء المصريين المتميزين والذي يشار لهم بالبنان فلا يخلو فرع من فروع العلم والمعرفة الا ووجدت العشرات بل والمئات من العلماء المصريين المتميزين الذين هم سفراء لمصر في الخارج فبداية من الدكتور فاروق الباز عالم الفضاء إلي مجدي يعقوب جراح القلوب والدكتور أحمد زويل الحاصل علي جائزة نوبل في الفيزياء والدكتور مصطفي السيد عالم النانو تكنولوجي الحاصل علي اعلي وسام أمريكي في العلوم والقائمة طويلة لامجال لذكرها في هذا المقال. وبالرغم من انه لاتوجد إحصائية دقيقة عن عدد العلماء المصريين الذين هاجروا الا ان هناك مجموعة من العلماء المتميزين في العلوم المختلفة وهذه خسارة ضخمة جدا تقدر بالمليارات من الدولارات ينبغي تعويضها بالاستفادة منهم- وكل يوم يكشف عن علماء مصريين متميزين مثل الدكتور سمير نجيب بانوب الذي لم نكن نسمع به من قبل. وقد تعهد الدكتور سمير نجيب بتقديم افكار تخدم المجالات الصحية في مصر، ولعل تعهدالدكتور سمير بتقديم افكار لخدمة المجالات الصحية، يطرح سؤالا عن كيفية الاستفادة من علماء مصر بالخارج وما يمكنهم من تقديمه، وفي اعتقادي الشخصي أنه للاستفادة من هؤلاء العلماء، يجب التواصل مع هؤلاء العلماء ومعرفة كيفية الاستفادة منهم والتواصل معهم، وذلك من خلال رصد اعدادهم وأماكن عملهم وتخصصاتهم وما يمكن ان يقدموه لمصر، خاصة إنهم من افضل العلماء في مجالاتهم. ولمعرفة ما يمكن ان يقدمه علماء لبلدهم يجب ان نعرف ان الصين استفادت من العلماء الصينيين المتواجدين في أمريكا، فعندما ذهب الدكتور أحمد زويل لتسلم الدكتوراه الفخرية من اكاديمية الصين للعلوم وجد ان اجهزة الليزر التي يعملون عليها تماثل الاجهزة التي يعمل عليها في جامعة كالتك، ولعل هذا يوضح التقدم الاقتصادي والعلمي الذي تعيشه الصين. ومما لاشك فيه ان لدينا علماء يعشقون هذه الارض واستطيع بكل ثقة ان اقول انه لايوجد انسان مثل المصري في حبه لبلده، فالكل يريد ان يقدم ويرد الجميل لهذه الارض. لا أحد يريد شيئا، الكل يريد ان يعطي ويعطي الكثير لدينا من الشباب الذي يريد ان يتعلم في الخارج ويفيد بلده. وهناك الالاف من العلماء في الجامعات الغربية الذين يمكنهم توفير منح دراسية للطلاب المصريين. كما ان هناك الكثير من العلماء المصريين في المراكز البحثية التي يمكنها ان تتعاون مع مراكز الابحاث التي لدينا مما ينعكس علي الناتج العلمي لمراكز ابحاثنا. ولقد بدأنا بالفعل في الاهتمام بهذه المشكلة وذلك، من خلال مؤتمر »أبناء الوطن بالخارج، التواصل، والرعاية والتنمية« وكان تحت رعاية السيد الرئيس والذي حضره رئيس الوزراء وطرح المؤتمر استقدام بعض العلماء المصريين من الخارج للاستفادة منهم في مجلات التدريس ونقل المعرفة والتكنولوجيا المتقدمة. وقد نجح المؤتمر بفضل مجهودات وزيرة القوي العاملة والهجرة السيدة عائشة عبدالهادي في طرح كل ما يخص المصريين والمشاكل التي يعانون منها وتقديم الحلول لها وقراراتها بسرعة تنفيذها. والحقيقة فإن هذا الموضوع يشغل بال وزيرة القوي العاملة وهي تعطيه اهمية كبيرة ولذا فإن وزارة القوي العاملة ستنظم مؤتمرا في القريب العاجل بعنوان »علماء مصر بالخارج« بالاشتراك مع امانة المهنيين بالحزب الوطني الديمقراطي والتي يرأس أمانتها الدكتور محمد حسن الحفناوي، للتواصل معهم وبحث إمكانية المساهمة في مشروعات التنمية وإثراء البحث العلمي، وأعتقد ان هذه بداية مبشرة جدا لمستقبل العلاقة بين مصر وعلمائنا في الخارج، نقطة أخيرة وهي انني اشكر سيادة السفير عبدالرحمن موسي لتوجيه الدعوة للدكتور سمير لتكريمه والاستفادة من خبرته في مجال التأمين الصحي والرعاية الصحية، فالتكريم الادبي والمعنوي هو اقل شيء ممكن ان نقدمه إلي علمائنا الذين رفعوا اسم مصر في الخارج. لدينا الكثير من المشكلات التي تعوق مستقبل التنمية ومشروعات ضخمة يمكن ان تحقق الكثير في مسيرة التنمية ويمكن لعلمائنا الاسهام في حلها وتنفيذها. فعلماؤنا كنز لايقدر بثمن علينا استغلاله افضل استغلال.