واصل الجيش السوري عملياته العسكرية في محافظة أدلب ومدينة حمص، فيما قامت قوات الأمن بحملة اعتقالات واسعة في حلب شمال البلاد، وسط انشقاقات في الجيش السوري شهدتها درعا وحماة. وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان أن خمسة أشخاص قتلوا أمس في "بنش" حيث يقوم الجيش السوري بعملية في المدينة الواقعة في محافظة أدلب. وأضاف المرصد أن "قوات من الجيش السوري مدعومة بدبابات وناقلات جند مدرعة اقتحمت المدينة وأن اشتباكات جرت مع مسلحين يعتقد انهم منشقون وسمعت أصوات قصف الرشاشات الثقيلة في انحاء المدينة". وأشار إلي "معلومات عن هدم جزئي لبعض المنازل". من جهة أخري، قال المرصد إن "قوات عسكرية وأمنية سورية اقتحمت حي القصور في حمص يرافقها ناقلات جند مدرعة". وأضاف أن "الحواجز انتشرت في شوارع الحي بالتزامن مع حملة مداهمات واعتقالات للمنازل بحثا عن مطلوبين للاجهزة الامنية"، مؤكدا ان "الحملة اسفرت عن اعتقال 19 شخصا حتي الآن". وأكد شهود عيان من حمص، أن المدينة تعيش حالة "شبه كارثية" بسبب العمليات الأمنية المتواصلة للجيش السوري. وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية أن حصاراً خانقاً لايزال مفروضاً علي حي الخالدية والبياضة ودير بعلبة، فيما تتواصل الاعتقالات والمداهمات بأحياء عدة في حمص. وفي حماة ذكرت الهيئة العامة، أن أصوات إطلاق رصاص كثيف مترافقة مع أصوات انفجارات هزت عدة أحياء في المدينة، جراء مواجهات للجيش مع منشقين. كما تحدثت عن هجوم عناصر من الجيش الحر علي فرع أمن الدولة ومفرزة أمن بالمدينة، مما أدي إلي وقوع خسائر كبيرة من "الشبيحة" حسب الهيئة العامة. علي جانب آخر أصدرت السفارة السورية في واشنطن نفياً مطولاً حول التهم الموجهة إليها بالتجسس علي المعارضين لنظام الأسد في أمريكا. وكان مواطن أمريكي من أصل سوري قد اعتقل في فرجينيا ووجهت إليه اتهامات بالتجسس علي محتجين مناهضين للنظام السوري في الولاياتالمتحدة، وتمرير هذه المعلومات إلي دمشق. واتهم محمد أنس هيثم سويد (47 عاماً) بالعمل كجاسوس للمخابرات السورية، وجمع تسجيلات مرئية وصوتية للمحتجين علي نظام الأسد. وجاء في مذكرة الاعتقال أن سويد سافر إلي سوريا في يونيو الماضي، حيث التقي مع الأسد ضمن مجموعة من الأشخاص، وتحدث اليه أيضاً علي انفراد، غير أن السفارة السورية في واشنطن قالت إن سويد لا يعمل لصالح الحكومة السورية ولم يسبق أن التقي الأسد، ولم تدفع له دمشق أموالاً قط، ولم يقدم أي معلومات عن المحتجين. وعلي صعيد متصل قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج إن بلاده استدعت السفير السوري احتجاجا علي ترويع منشقين سوريين في بريطانيا. وأضاف هيج أن "أي تحرش أو ترويع للسوريين في بلادنا غير مقبول ولن نتغاضي عنه".