سألت نفسي ونحن نصفق بحرارة وحب في آخر العرض الجميل الزائر، الذي أتحفنا به خالد جلال. ما الذي يمنع من أن يري المصريون العرض؟ كيف يصل إلي كل مصري في كل شبر من أرض مصر؟ كنت أصافح خالد جلال شاكراً وسألته. فقال لي إن الحكاية تحتاج لشرح طويل. قُدِمَ العرض لأول مرة في منتدي شباب العالم بشرم الشيخ. وأعلن أن عائده سيوجه لمبادرة حياة كريمة التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي بداية 2019، وتهدف إلي رعاية الفئات الأكثر احتياجاً وتوفير الحياة الكريمة لهم بالتنسيق مع أجهزة الدولة ومؤسسات المجتمع المدني. وأعيد تقديمه بمسرح مركز المنارة الجديد. قُدِّمَ العرض لأول مرة تنفيذاً لتوصية منتدي شباب العالم بتكليف اللجنة المنظمة للمنتدي لاستضافة وفود شبابية من دول العالم. لعقد ورش عمل وحلقات نقاشية علي مدار 2018 حول القضايا والموضوعات التي تمت مناقشتها خلال المنتدي. مع تفعيل كافة آليات التواصل الحديثة لضمان توسيع قاعدة المشاركة في الحوار من شباب العالم. عُقِدَتْ ورشة عمل مكثفة لمدة 15 يوماً بشرم الشيخ بين شباب مركز الإبداع الفني بوزارة الثقافة وصندوق التنمية الثقافية، الدفعة الأولي من قسم الإبداع بالأكاديمية الوطنية لتأهيل وتدريب الشباب مع شباب 11 دولة من: بيرو، فيتنام، الكونغو، الكاميرون، نيبال، أندونيسيا، الجزائر، كيرغستان، لبنان، السعودية، وسوريا. وكان نتاج هذا العمل الجماعي مسرحية: الزيارة. شباب من 11 جنسية؟ ربما كان يحدث لأول مرة. البعض منهم يمثل لأول مرة. وخالد جلال قال بعد انتهاء العرض أنه لا يهدف إلي الربح. وأنه عرض يحمل رسالة. والعرض مثل عروض خالد جلال السابقة. من تأليفه وإخراجه. أي أننا إزاء حالة مسرحية متكاملة. ولم يبق سوي أن يشرك خالد جلال الجمهور معه في التأليف والإخراج. وربما فعل هذا في محاولته القادمة. العرض يقدم قرية مصرية تفاجأ بجهاز للاتصالات سحري يقلب حياتهم رأساً علي عقب. وبعد أن نري الأثر السلبي الذي أحدثه. يسأل الجمهور نفسه: ما العمل في مواجهة الجهاز وآثاره؟ وكيف تعود الحياة في القرية إلي سيرتها الأولي وما كانت عليه؟ يقدم العمل طلقة إنذار مبكرة للعولمة. وليس مجرد اتصالات المحمول. وكيف نتعامل معها ونتلافي عيوبها؟. بطولة العرض تمثلت في إخراج كل الجمال المسرحي. أو حالة التمسرح من شباب لم يصبحوا محترفين بعد. والأكثر تطويع شباب العالم الذين قد لا يعرف البعض منهم اللغة العربية للتعامل مع العرض وتقديم أفضل ما لديهم. النص مهم، والإخراج مهم. وكل ما يعتمد عليه العرض المسرحي لا يقل أهمية. لكن أعتقد أن الأهم هو تناغم الفريق الذي خلقه خالد جلال بدربة ومهارة وتقنية عالية. ذهبت للعرض مع إبنتي الإعلامية رباب، التي تحضر في ورشة خالد جلال للتمثيل. وكانت معنا حفيدتي أمينة، أعجبها العرض. وإعجابها مهم. يبقي خالد جلال ومشروعه الكبير. بدأ قبل 16 عاماً بعروض مسرحية. علاوة علي مسئوليته عن البيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية. ويشرف علي مركز الإبداع. لابد أن أكتب عنه ذات يوم.