يلجأ كثير من الأطباء لعمل أشعة بالموجات الصوتية للمرضي الذين يعانون من آلام في الصدر للكشف عن وجود قصور في الشرايين التاجية والحاجة لعمل قسطرة من عدمه.. د. محمد فايز عريض طبيب القلب والأوعية الدموية بمستشفي الباطنة التخصصي بكلية الطب جامعة المنصورة توصل إلي تقنية حديثة بالموجات فوق الصوتية يطلق عليها »التتبع النقطي ثنائي الأبعاد» يتم إجراؤها للمريض للكشف عن قصور الشريان التاجي دون الحاجة إلي إجراء قسطرة للشرايين التاجية.. التفاصيل في الحوار التالي.. في البداية ماذا تقصد بتقنية التتبع النقطي ثنائي الأبعاد؟ - هي تقنية حديثة تم اكتشافها مؤخرا لتقييم وظيفة عضلة القلب بشكل أكبر وأدق من الموجات الصوتية العادية حيث تعتمد علي تقسيم القلب إلي 17 جزءا وتقوم بتقييم كل جزء علي حدة ثم تقوم بتقييم القلب كاملا ومعرفة ما إذا كان هناك تأثير لقصور الشرايين بالقلب علي أي جزء من هذه الأجزاء منفردة أو علي القلب بشكل كامل أم لا.. وهذه التقنية تم اكتشافها وتطويرها حديثا في مجال الموجات الصوتية علي القلب وهي أفضل كثيرا من الموجات العادية. وقد قمت بعمل بحث لرسالة الماجستير أثبت من خلاله إمكانية استخدام هذه التقنية للكشف عن قصور الشرايين التاجية. وما الجديد الذي تقدمه من خلال بحثك؟ - يعتبر استخدام تلك التقنية في الكشف عن قصور الشريان التاجي قبل الحاجة إلي إجراء قسطرة للشرايين التاجية استخداما جديدا وهاما جدا لهذه التقنية الحديثة التي تحتاج إلي تدريب علي استخدامها وان تنتشر بشكل أوسع لذلك قمت بعمل عدة دورات تدريبية في جامعة المنصورة علي كيفية استخدامها وتطويرها كما قمت بعمل عدة دورات تابعة لرابطة أطباء القلب ومؤتمرات القلب المصرية للمساعدة علي زيادة تدريب الأطباء ومعرفتهم لتلك التقنية وانتشارها بشكل أوسع. ما مميزات هذا البحث؟ - تكمن مميزات البحث في التحديد الدقيق لوجود قصور بالشرايين التاجية من عدمه للمرضي الذين يعانون من آلام في الصدر وما إذا كان المريض يعاني من ذلك فعلا ويحتاج لعمل القسطرة أم أن هذه الآلام هي أعراض لأمراض أخري لا تحتاج ذلك، وبذلك يتم الترشيد في استخدام القسطرة التشخيصية كوسيلة للتشخيص واستبعاد الإصابة بالقصور في الشريان التاجي.. ويعتبر هذا البحث من الأبحاث القليلة التي تم عملها في هذه النقطة البحثية التي تم تطويرها ليس فقط للكشف عما اذا كان هناك تأثير علي عضلة القلب ينم عن وجود قصور بالشرايين التاجية بل أيضا للتنبؤ بالشريان المسئول عن هذا القصور قبل إجراء عملية القسطرة وما إذا كان المريض يعاني من قصور بشريان واحد أم أكثر من الشرايين التاجية المسئولة عن تغذية عضلة القلب. هل تمت تجربة تقنية التتبع النقطي ثنائي الأبعاد؟ - تمت التجربة علي 150 مريضا من المترددين علي مستشفي جامعة المنصورة تحت إشراف د. محمود يوسف رئيس قسم القلب بجامعة المنصورة ود. محب مجدي مدرس أمراض القلب اللذين لولاهما ما كنا لنتوصل لتلك النتائج الممتازة وتم عمل هذه الأشعة للمرضي قبل إجراء عملية القسطرة المحددة لهم ومقارنة النتائج الخاصة بالتتبع النقطي عن طريق الموجات الصوتية علي القلب بالنتائج الخاصة بالقسطرة التشخيصية وجاءت النتائج معبرة عن قدرة تلك الأشعة غير النافذة علي التنبؤ بوجود قصور بالشرايين التاجية وبالتالي احتياج المريض لعمل القسطرة او استبعاد اصابة المريض بقصور الشرايين التاجية وعدم حاجته إلي إجراء أشعة نافذة علي القلب كالقسطرة. وتعد تلك النتائج طفرة كبيرة في وسائل تشخيص أمراض الشرايين التاجية وتؤدي إلي التقليل من استخدام القسطرة كوسيلة تشخيصية لجميع المرضي الذين يعانون من آلام بالصدر بدقة عالية ونسبة خطأ قليلة جدا تجعل هذه التقنية وسيلة ممتازة في التشخيص. ما المؤتمرات العلمية التي شاركت بها؟ وكيف كانت ردود الأفعال؟ - تم عرض هذا البحث محليا في مؤتمري cardioAlex وardio Egypt وهما أكبر مؤتمرين لأمراض القلب وكذا مؤتمر Heart congress بلندن و T»T أكبر مؤتمر لأمراض القلب عالميا بأمريكا ولاقي استحسانا كبيرا.. كذلك تم قبول البحث للنشر في المجلة الأوروبية لأمراض القلب وهي اكبر مجلة مختصة بنشر أبحاث القلب بالعالم ويعتبر ذلك إنجازا كبيرا واعترافا بأهمية البحث وتقديرا لنتائجه.