دعا أكراد سوريا أمس الأوروبيين إلي »عدم التخلي عنهم» بعد القضاء علي تنظيم داعش، ومساعدتهم في تأسيس قوة دولية في شمال شرق سوريا لمواجهة تركيا. وحذر ألدار خليل أحد أبرز القياديين الأكراد من أن »تلك الدول لديها التزامات سياسية وأخلاقية إذا لم يفوا بها، فهم يتخلون عنا» داعيا فرنسا العضو الدائم في مجلس الأمن الدولي خصوصًا إلي العمل علي نشر قوة دولية في سوريا فور انسحاب القوات الأمريكية منها. وحذر الدول الأوروبية والولايات المتحدة من أنها إذا لم تفعل شيئا فإنهم سيكونون مجبرين علي التفاهم مع حكومة الرئيس السوري بشار الأسد لإرسال قوات عسكرية إلي الحدود من أجل حمايتها. وكان الجنرال الأمريكي بول لاكاميرا قائد قوات التحالف الدولي ضد داعش إن واشنطن ستضطر لوقف مساعداتها العسكرية لقوات سوريا الديمقراطية في حال تحالفها مع الأسد أو روسيا. وردا علي دعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لحلفاء أوروبيين لاستعادة المئات من مسلحي داعش من سوريا، رفضت فرنسا تغيير سياستها والاستجابة لهذه المطالب. وقالت وزيرة العدل الفرنسية نيكول بيلوبيه إن بلادها لن تتخذ أي إجراء في الوقت الحالي وستعيد المسلحين علي أساس مبدأ »كل حالة علي حدة». وفي ألمانيا قال كبير المتحدثين باسم الحكومة إن برلين تجري مشاورات مع واشنطن ولندن وباريس. واعتبر وزير الخارجية هايكو ماس أن تنظيم إعادة المسلحين الأوروبيين المحتجزين أمر »بالغ الصعوبة» حاليا. وقالت وزيرة الدفاع اورسولا فون دير ليين »يجب أن يكون بإمكاننا ملاحقتهم قضائيا» وأكدت علي وجود صعوبات مشيرة إلي »عدم وجود حكومة في سوريا تربطنا بها علاقة معقولة». وأضافت »قوات سوريا الديمقراطية ليست منضوية في حكومة وحدة وطنية». في حين رأي المتحدث باسم وزارة الداخلية أن من حق الألمان الذين قاتلوا إلي جانب داعش العودة للبلاد. جاء ذلك قبل ساعات من اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل لمناقشة عدد من القضايا من بينها الوضع في سوريا في ضوء التطورات علي الأرض ودعوة ترامب. من جانبه أعلن القيادي الكردي عبد الكريم عمر أن قوات سوريا الديمقراطية لن تفرج عن مسلحي داعش الأجانب المحتجزين لديها لكنه أكد أن علي دولهم تحمل مسئوليتهم. وقال إن نحو 800 مسلح محتجزون في السجون إضافة إلي قرابة 700 زوجة و1500 طفل مشيرا إلي أن العشرات من المعتقلين وأقاربهم يصلون يوميا. وتحاصر قوات سوريا الديمقراطية التي يهيمن عليها الأكراد مسلحي داعش في مساحة نصف كيلومتر في بلدة الباغوز قرب الحدود مع العراق، فيما قال مسئول عسكري أمريكي إن المئات من مسلحي داعش فروا من سوريا إلي جبال وصحراء غربي العراق في الأشهر الستة الماضية وبصحبتهم ما يصل إلي 200 مليون دولار.