أنا من عشاق الموالح المصرية خاصة اليوسفي والبرتقال أبوصرة اعتبرهما من أصدقاء الشتاء خاصة في أيام البرد القارصة أو في أوقات الشدة عند الاصابة بالنزلات المفاجئة التي تهاجم صدري، زمان كان المنتج زاهي اللون متناسقا تمسك بالثمرة لا تجد فيها ما نراه هذه الايام حتي الرائحة كانت طيبة لا تزكم الأنوف كما نراها في بعض الثمار الآن. ماذا حدث؟ ما الذي أصاب انتاجنا من الموالح؟ الحكاية ببساطة أنني تابعت ما يحدث لثمرة البرتقال بعد شرائها من البائع وللأمانة تركني عم شعبان انتقي ما اختار من القفص بل مجموعة الاقفاص التي تحتوي علي ما أحضره لعرضه للبيع، السعر في رأيي مناسب الكيلو بخمسة جنيهات ولحبي قمت بشراء خمسة كيلو دفعة واحدة كنت أتركه في الكيس الذي اشتريته بها ولكني اكتشفت أنه مع ثاني أو ثالث يوم تتعرض بعض الثمرات للعفن الأخضر الذي سرعان ما يكسو السطح ويفسد جسم البرتقالة التي تنقل العدوي لغيرها بسرعة البرق ومع اليوم الثالث يكون الباقي في الكيس قد فسد نصحني صديق بضرورة غسل البرتقال ودعكه جيدا بعد شرائه بماء ساخن ثم تنشيفه ووضعه في الثلاجة وبالفعل قمت بهذا ولكن النتيجة كانت بنفس القدر مع البقاء ليوم أكثر. ما أذهلني وجعلني استاء من حالة الثمرات هو ما وجدته ابنتي داخل ثمار اليوسفي. قالوا لي اشتري البلدي اشتريته وأنا اتساءل ما الفارق بينه وبين اللي مش بلدي قال لي عم شعبان الطعم يا بيه الفارق في السعر 4 جنيهات البلدي ب7 والآخر ب3 جنيهات. في البيت اكتشفت ان حتي البلدي بقي بلدي مضروب ثمرة لا ماء فيها منظرها من الخارج هلاهلا ومن جوه يعلم الله كما يقول المثل ناشفة لو اكلتها تقف في الزور بلا طعم ورائحة غريبة. ما عرفته من بعض المنتجين أن الموالح فائقة الجودة من النوع الفاخر يتم تصديرها للخارج إلي كل الدول، أما ما يتبقي فهو المحصول المضروب الذي تغير شكله ولونه وطعمه ومذاقه. نفتخر دائما أن انتاجنا من الموالح نصدره إلي أوروبا ودول العالم المختلفة وكانت نسب الاراضي أقل من المطروح، حاليا زادت الرقعة وزادت المزارع ولكن فقد جزء من الانتاج صفاته، السبب قطعا في انعدام الضمير واعتقد أن السبب هو استخدام الهرمونات التي جعلت شكل البرتقالة غير ما تعودنا عليه وصار حجمها ووزنها أضعاف ما تربينا عليه وصارت ثمرات اليوسفي مجرد شكل ضخم لا حياة بداخله. أين رقابة وزارة الزراعة وأجهزتها علي الانتاج أليس من دورها أن تراقب المزارع وما يخرج منها قبل طرحه بالأسواق ادعو أي مسئول للشراء من أي محل من أي مكان سوف يجد طعم البرتقال قد تغير يلسع اللسان ويميع النفس لو دخل لجوفك وكأن به سما قاتلا »طعم» لا تستسيغه ألسنتنا واللي يجعلك تندم علي الشراء وضياع فلوسك. الأمر يحتاج لتفسير ما السبب في ذلك وهي ليست شكوي فردية ولكن سألت العشرات من الاصدقاء والأهل عما رصدته فكانت الاجابات تقريبا واحدة بما يعني أن هناك مشكلة كبري، والأمر يسري علي الفاكهة وعلي الخضار أيضا في بعض أنواعه.