غدا.. موعد الصحفيين مع أول انتخابات لنقابتهم بعد الثورة، وفي مرحلة بالغة الأهمية بالنسبة للصحافة وبالنسبة للوطن كله، حيث كل شيء ينتظر الحسم، والسؤال الذي يسيطر علي الموقف هو: هل ننجح في العبور بسلام إلي دولة الديموقراطية والعدل؟، أم تنجح خفافيش الظلام وأعداء الحرية في تعطيل مسيرة الثورة وخنق الحريات واستبدال استبداد باستبداد آخر؟ ورغم بعض الضباب الذي تثيره محاولات طائشة لفرض الرقابة وعودة المعارك غير القانونية، فإننا نثق بأن الزمن لن يعود للوراء، وأن الطريق قد انفتح بلا رجعة لاسقاط كل القوانين المقيدة للحريات، واستكمال إلغاء الحبس في قضايا النشر، وضمان الحق في الحصول علي المعلومات، ووضع الضمانات التي تمكن الصحف من الوفاء بمسئولياتها تجاه القارئ وتجاه الحقيقة وتجاه الوطن. إن النقابة القوية المستقلة هي القادرة علي قيادة هذا الجهد المطلوب لتحقيق الحريات الصحفية، وهي أيضا القادرة علي استرداد حقوق الصحفيين في الأجر العادل والمعاش الكريم وظروف العمل اللائقة. ومن هنا أهمية هذه الانتخابات النقابية التي نثق في أننا سنقدم فيها نموذجا للمنافسة الشريفة والاختيار السليم. الاحساس بالمسئولية الذي يسيطر علي الجميع هو الذي جعل الزميل مؤنس زهيري يتخذ قراره الشجاع بالتنازل عن الترشيح وتأييد الزميل يحيي قلاش نقيبا للصحفيين في الدورة القادمة. وسبق ذلك قرار الزميل ضياء رشوان بعدم الترشيح ليكون لتيار الاستقلال النقابي مرشح واحد هو المؤهل لقيادة العمل النقابي في هذه المرحلة الحاسمة. علي مدي أكثر من عشرين سنة، ومن قبل أن يدخل مجلس النقابة، لم يغب يحيي قلاش عن معركة نقابية، ولم يتهرب من مسئولية، تختلف أو تتفق معه ولكنك تعرف أنه لا يسعي إلا للمصلحة العامة وأنه تحت أي ظرف سيقاتل من أجل حقوقك حتي النهاية. كلي ثقة أننا سنختار النقيب والمجلس القادرين علي تحمل العبء في المرحلة القادمة، وأنهم سيكونون من الذين قاتلوا كل معاركنا الصحفية والنقابية. وناضلوا ضد استبداد الحكم وضد الفساد في المؤسسات الصحفية، ولم يساوموا في حقوق الصحفيين، وآمنوا دائما بوحدة الصحفيين وبالنقابة المستقلة القوية التي تتسع للجميع ولكن قرارها يبقي بأيدي الصحفيين وحدهم، وانحيازها الوحيد يظل لحرية الصحافة وكرامة الصحفيين. جلال عارف