منذ قيام ثورة 32 يوليو 2591 والمصريون يحاولون أن يؤكدوا للعالم بأننا دولة صناعية وكأن الزراعة عار يجب التنصل منه وتركنا الزراعة ولم نصل إلي ما نصبو إليه من إتقان لأي صناعة والحمد لله. وأصبحنا مثل »الّي رقصت علي السلم لا اللي فوق شافوها ولا اللي تحت سمعوها«. أقول ذلك بمناسبة ما أشرت إليه في مقال سابق عن الواحات البحرية بأنها كانت صوامع ومخازن لتجميع القمح إبان حكم الرومان فهل تعود؟! وفي رحلة قصيرة بصحبة د. علي عبدالرحمن محافظ الجيزة قام بها لمعرفة مشاكل مواطني الواحات. قابلت تيسير عبدالفتاح رئيس المدينة وتأكدت منه أن غالبية أراضي الواحات البحرية تصلح لزراعة القمح وبالفعل هناك القليل يزرعونه حتي إن أحدهم قد تبرع بمائة طن للمواطنين واعتبرها زكاة عن زراعته التي تعدي محصولها الآلاف من الأطنان.. إذن ما المشكلة؟ أهي بعد المسافة التي تصل إلي 004 كيلو متر عن مدينة أكتوبر؟! أم الروتين الحكومي الذي أتمني أن تكون الثورة قد غيرت منه الكثير.. ومن هنا أناشد شباب الثورة بكل هذه الطاقة التي رأيناها في الاعتصامات أن يلجأوا إلي الواحات البحرية ويزرعونها ويعمرونها وعلي الدولة تقنين هذه الهجرة الشرعية للشباب مع وضع الضمانات التي تمنع التلاعب.. »وللحديث بقية«. »بيني وبينك« من يعمل بسواعده لا يملك يدين للطم الخدود ولا وقت للدموع. الدنيا كالمرأة اللعوب إذا تملكتك فلن تنقذك منها سوي رحمة الله.