بالرغم من الدور الكبير الذي تقوم به جمعيات رعاية أطفال الشوارع إلا أنهم يواجهون خطر التشرد مرة أخري بعد استكمالهم السن القانونية والعودة الي الشارع مرة أخري ليواجهوا رفض المجتمع لهم فلا يجدون أي مأوي أو عمل يساعدهم علي الحياة الكريمة.. الأمر الذي يجعلهم عرضة للعودة للانحراف الذي يكون تأثيره اخطر علي المجتمع لأننا بذلك نكون قد أنتجنا من يقوم باستقطاب الأطفال للقيام بالأعمال الإجرامية.. فهل يستطيع المجتمع تقبل هؤلاء الأطفال كأشخاص طبيعيين في المجتمع.. صالحين وفعالين أم أنهم سيواجهون نفس المصير الذي جعلهم ينتمون لدور الإيواء.. وحلا لهذه الأزمة قامت بعض الجمعيات بالإسكندرية بتنفيذ مشروع الرعاية اللاحقة الذي يعمل علي توفير السكن والعمل بعد الخروج من المؤسسات الإيوائية.. وتم تشكيل لجنة بقرار من محافظة الإسكندرية للبدء في تفعيله إلا أن هذا المشروع لم يدخل حيز التنفيذ حتي الآن فهل سيظل المشروع حبيس الأدراج ويصبح هذا المشروع في طي النسيان. "أنا خايف لما أخرج من هنا ملاقيش شغل وأرجع للشارع تاني" بهذه الكلمات بدأ محمد مصطفي "أحد الأطفال بجمعية الحرية " حديثه عن المشاكل التي سوف تواجههم بعد خروجهم من دور الإيواء مشيرا إلي أن الجمعية تقوم بتدريبهم علي بعض الأعمال الحرفية مثل النجارة لكي يكتسب حرفة يستطيع أن يعمل بها بعد خروجه من دار الإيواء ..وتمني محمود فؤاد احد الأطفال أن يجد أي شركة أو مصنع يعمل به يستطيع من خلاله أن يجد قوت عيشة بعيدا عن التسول في الشوارع..مطالبا بضرورة وجود مأوي لهم بعد الخروج من الجمعية.. ويقول يسري رياض محمد مدرب في ورشة النجارة أنهم يقومون بتعليم الأولاد علي أعمال النجارة وكل ما يتعلق بها من خلال الورش الموجودة في الجمعية والتي يستطيع العمل بها بعد الخروج من الجمعية بعد تجاوزه السن القانونية.. ويشير علاء الدين محمد في ورشة الطباعة علي الورق أن هناك العديد من الأولاد متعاونين ويستطيعون تعلم المهنة بسرعة قائلا أنهم يحاولون بقدر الإمكان تعليمهم المهنة لكي يكتسبوا الخبرات التي تؤهلهم للعمل في الخارج.. ويقول بهاء الدين مصطفي مدير جمعية الحرية لتنمية المجتمع أن الجمعية قامت بالتعاقد مع بعض المعاهد الخاصة لتدريب الأطفال علي المهن المختلفة مقابل 500 جنيه للدورة الواحدة ..ويشير إلي أن مشروع الرعاية اللاحقة يقوم علي فكرة توفير الوظائف اللازمة بعد الحصول علي برامج التدريب المهنية المناسبة وبالفعل تم توقيع بروتوكول تعاون مع مركز تدريب الرأس السوداء للتدريب علي حرف البناء والتشييد والبناء التابع لوزارة الإسكان ومركز تدريب الرأس السوداء التابع لمديرية القوة العاملة والهجرة لتنفيذ برامج التدريب تساعد وتؤهل تلك الفئة للحصول وظائف.. موضحا أنه تم توقيع عقد شراكة بين جمعية الحرية والجمعيات العاملة في نفس المجال مثل جمعية الرعاية الاجتماعية بكرموز وجمعية كاريتاس والجمعية المصرية لحماية الأطفال وذلك للاستفادة من خدمات المشروع وبنهاية المشروع تم تشكيل لجنة للتقدم إلي اللواء عادل لبيب محافظ الإسكندرية بطلب لاستصدار قرار لتشكيل لجنة تنظيم برامج الرعاية اللاحقة وبالفعل قام اللواء عادل لبيب بإصدار قرار رقم 413 لسنة 2009 والخاص بتشكيل لجنة لتنظيم برامج الرعاية اللاحقة للأطفال من الجنسين خريجي المؤسسات الإيوائية إلا أن هذه اللجنة لم يتم تفعيلها حتي الآن .. من جانبه يقول المستشار عبد العزيز الجندي رئيس مجلس إدارة جمعية أصدقاء البيئة بالإسكندرية أن فكرة المشروع تقوم علي تدريب الأولاد علي مهن وحرف مختلفة .. و يتم توفير العمل والسكن المناسب بعد وصوله 18 سنة وهو السن الرسمي لخروجه من الجمعية حتي لا يعود إلي الشارع مرة أخري لأننا بذلك إذا تركناه بدون عائل أو أي وظيفة أو سكن بذلك قد أنتجنا شاب شارع يقوم بعمل عصابات واستقطاب الأطفال الصغار للإجرام والانحراف.. ويشير الجندي إلي انه تم عرض فكرة المشروع علي مشيرة خطاب وزيرة الأسرة والسكان ولاقت إعجابها مطالبة بضرورة تعميم فكرة هذا المشروع علي كل الجمعيات.. ويقول الدكتور محمد الحلواني وكيل وزارة التضامن الاجتماعي بالإسكندرية أن مصطلح الرعاية الاجتماعية هو مصطلح نقصد به رعاية الأولاد الذين يخرجون من دور الإيواء الذين تجاوز سنهم 18 سنة ولا يجدون مأوي أو عملا.. موضحا أن الهدف منه هو تخصيص قطعة أرض لبناء دور الإيواء يكون بمثابة مجمع سكني وصناعي يقوم كل شخص بممارسة حرفته التي أجادها خلال وجوده بالمؤسسات الإيوائية .. مشيرا إلي انه تم عرضها علي محافظة الإسكندرية ووزارة التضامن الاجتماعي لدراسة المشروع وأخذ الموافقات عليه.