وهكذا حياة كل واحد منا، لا تنجح أبدا بدون » الأمل » و »الثقة» و »الإيمان» عندما أضع رأسي علي وسادتي في كل مساء، أعلم جيدا أنها ربما قد تكون ليلتي الأخيرة، ويحدث نفس الشيء في كل لحظة في يومي، وأقول لنفسي : » ومايدريك لعلها أنفاسك الأخيرة في تلك الحياة»، وأهمس لنفسي بكلماتي التي أتوجه بها للسماء، وأغرق في نومي وأستيقظ منه وأفهم بعدها أنني حي مازال يرزق نعمة النوم العميق الذي لا يقطعه كابوس أو نوبات القلق والأرق، وأبدأ يومي كما تعودت وينتهي بكل حلو فيه أو سيئ، وتتكرر نفس الوقفة مع النفس في نهاية كل مساء، ورغم احساسي بأن الحياة قد تنتهي في أي وقت، يبقي ذلك الإحساس ب» الأمل » في تحقيق العديد من الواجبات والالتزامات، ويستمر الأمل في استكمال مالم ينته منها، وهكذا اقترن البقاء بالفناء والموت بالأمل، وهكذا فهمت ذلك المأثور الذي ينصحنا بأن نعمل لدنيانا كأننا نعيش أبدا، ونعمل لآخرتنا كأننا سنموت غدا، ولماذا ندعو الله دائما بأن يحسن خواتيمنا، وتذكرت تلك الحكايات الثلاث في حياة الناس، فكل واحد منا يقوم بضبط المنبه للاستيقاظ في التوقيت الذي نريده لنبدأ يومنا، ويتكرر نفس الشيء في كل مساء لأن هناك إحساسا فطريا في داخلنا بوجود » الأمل » في الحياة في يوم جديد، ومهما كان اليوم مزعجا أو مؤلما وبلا ثمار، نكون مثل الطفل الصغير الذي يتقبل مداعبات والده له عندما يرميه في الهواء، ولا يخاف أبدا من السقوط علي الأرض، لأنه ورغم سنه الصغير، لديه » الثقة » في أن والده لن يجعله يقع أبدا علي الأرض، أو تلك الحكاية عن ذلك الصبي الصغير الذي يتلقي دعوة للمشاركة في الصلاة من أجل سقوط الأمطار بعد أن طال انتظارها ولم تأت، فيذهب إلي الصلاة وهو يحمل » مظلة الأمطار »، لأن لديه » إيمان » بالله وأنه معه يسمعه ويستجيب لدعاء من دعاه وكل من وقف علي بابه، وهكذا حياة كل واحد منا، لا تنجح أبدا بدون » الأمل » و» الثقة » و» الإيمان»، وفي الله أولا قبل أي شيء آخر، وبها نبدأ يومنا، ومنها ينتهي حتي ننتهي.. متي؟.. لا أحد يدري.. ربما تلك الليلة.. في تلك الساعة أو في هذه الثانية ! من أجل حفنة مستوردين ! الجمعة : أتابع عن قرب حملة » خليها تصدي » لمقاطعة السيارات.. الأرقام التي ذكرتها الحملة تستدعي الانتباه والتحرك السريع من الحكومة، بحيث يتم فورا حسم الأمور، وإعلان صحة أوخطأ أرقام الأرباح الفاجرة التي تعلنها الحملة.. لا تحتاج الحكومة ولا أجهزتها لبلاغ رسمي، ويجب أن يتحرك فورا جهازا حماية المافسة ومنع الاحتكار وحماية المستهلك،كما يجب أن تتحرك مصلحة الضرائب من أجل حماية حق الدولة والمواطن، ويجب أن يدرس قطاع الاتفاقيات التجارية في وزارة التجارة كل السلع وكل الاتفاقيات وخاصة المشاركة الأوروبية، ويقول لنا وبالأرقام: هل كانت كل تلك الاتفاقيات في صالح الوطن والمواطن، أم انتهي الأمر بها في » عب » حفنة من المستوردين ؟ وهذه »الحفنة » تستحق يوميات أخري مطولة! » دايما معاك .. يا أهلي» ! الأحد: منذ بدأت أتعرف علي لعبة كرة القدم وأنا صغير، كان كل من حولي أسرتي وجيراني وأصحابي من مشجعي الأهلي، وكذلك كل أسرتي باستثناء ابن خالي فقد كان ترساناويا، وتحتفظ ذاكرتي بالعديد من الذكريات، وأولاها ضربة جزاء مروان كنفاني حارس مرمي الأهلي الشهيرة التي احتسبها الحكم » الديبة »، وكان الأهلي بالنسبة لي عشقا لا يقارن بأي شيء سوي هواية القراءة في أي شيء وكل شيء، فقد كانت بالنسبة لي هي » قريني » الذي لا يفارقني، فكنت أقرأ وأنا نائم.. جالس.. ماشي.. في الحمام.. في المطبخ، حتي عند ذهابي لاستاد القاهرة في كل يوم جمعة حيث كانت تقام معظم مباريات الأهلي، كنت أصلي الجمعة وأذهب للاستاد ومعي رواية عادة تكون من الأدب الروسي أو الفرنسي، وزجاجة مياه والسندوتشات، وأجلس في نفس المكان »الثالثة شمال »، حيث يجلس جمهور الأهلي، ولم أغير مكاني إلا في مرة واحدة جلست فيها مع جمهور الزمالك، لعدم وجود مكان مع »الأهلاوية»، ويومها وأمامي وحيث جلست في »التالتة يمين»، سجل حمدي جمعة هدف الأهلي في مرمي الزمالك بعد تمريرة من الخطيب ولن احدثكم عما جري لي بعدها من الجمهور، ولم أتوقف عن الذهاب للاستاد إلا بعد هزيمة الأهلي بهدفين سجلهما الرائعان عبدالرحيم محمد وأحمد عبد الحليم في مرمي ثابت البطل، وبعدها احتفل جمهور الزمالك بالفوز بإلقاء الحجارة من أعلي فوق رؤوس جماهير الأهلي، ومن تلك اللحظة قررت عدم الذهاب للاستاد مرة أخري، وبالفعل التزمت بذلك، ولكن لم تفتني مباراة له حتي في أسوأ الظروف، ثم ابتعدت عن متابعة أي مباراة بعد مجزرة بورسعيد، ولم يعدني لها إلا وقوف رمضان صبحي علي الكرة في مباراة الزمالك عام 2015، أعتز بأنني من جماهير الأهلي.. أعتز بتاريخه الوطني والرياضي.. بجمهوره.. بقياداته.. بالقيمة الأخلاقية التي ينقلها عبر الأجيال.. لاعب ينقلها لزميله.. وأب لابنه.. ومشجع قديم للجديد.. أعتز بقيمة رياضية وأخلاقية في لاعب مثل أحمد عبد الباقي ولاعب الزمالك العظيم علي خليل، ومن قبلهما وقبل الجميع رئيس هيئة الأخلاق الكابتن محمود الخطيب، وأتمني لو كان عبدالباقي وخليل في الصورة،فمجرد وجود مثل تلك النماذج ينقل القيم والأخلاق لكل الأجيال.. و»دايما معاك.. يا أهلي» ! إنه » أمح » الدولي ! الاثنين : كانت قناة النادي الأهلي تعرض تقريرا عن تدريب فريق كرة القدم، وظهر وجه غير مألوف لشاب من ذوي الحالات الخاصة، وسألني زميلي : من هو؟ قلت له : إنه »أمح الدولي».. أشهر وأجمل وأبرأ مشجعي الأهلي، ولأنه يتميز بالبراءة والنقاء تسلل إلي قلوب جميع لاعبي الأهلي وسمحوا له بحضور التدريب، و» أمح » أو محمد أحمد عبد الغني يحرص علي التواجد بالنادي والمبارايات بشكل دائم، وأنا أتابعه منذ فترة كانت الأولي عندما ضرب اللاعب حسين الشحات بعد تسجيله لهدف في الأهلي،و كان يصرخ فيه : » تجيب جون في الأهلي ليه ؟!»، ثم يواصل ضرباته والشحات يحاول صدها، ولأنه كما يطلق علي نفسه وكيل لاعبين دولي، ظهر وهو يحاول إقناع الشحات بعد انتقاله لنادي العين الاماراتي بالعودة واللعب للأهلي، وأجمل شيء في » أمح » أنه صديق لنجوم كل الأندية، وخاصة محمود كهرباء نجم الزمالك وأقربهم للروح »الأهلوية»، فقد اصطحبه معه لمقر نادي الزمالك وجلس به وسط اللاعبين وبينهم الوافد المغربي الجديد خالد بوطيب، ونزل »أمح» بصعوبة،وهو يتمتم بكلماته التي تخرج بصعوبة :»جمهور الأهلي هيزعل مني»، أو تأكيده لكل النجوم الزملكاوية » الأهلي هياخد الدوري».. ومن أخبار » أمح » أنه كان نجم حفل زفاف تريزيجيه.. وضيف كهرباء في رأس السنة مع صالح جمعة.. وصلاح أمين في عزومة سمك.. ورفيق الشحات في كل خطوة،واحتفل معه نجوم الأهلي بعيد ميلاده ال33، وبصراحة أعتقد أن ربنا يفتح الأبواب لكهرباء بسبب »أمح»، وكذلك سيفرجها علي الأهلي وكل نجومه.. وتبقي مهمة واحدة لوكيل اللاعبين »أمح الدولي» وهي إقناع »كهربا» بطرق أبواب الأهلي والعودة إلي حضنه.. وليس بعيدا فكما يقولون » الدم لازم يحن» !.. ويبقي أملي أن لا يحاول أحد استغلال براءة ونقاء » أمح » ! دعواتكم.. ل » زكي » ! الثلاثاء: زوجتي وصديقتي وزميلتي هويدا حافظ رئيس تحرير مجلة فارس التي تصدرها دار أخبار اليوم، لها حكايات وحكايات من العديد من الدوائر التي تحيط بها، ومن أهمها دائرة قريبة جدا من قلبها تحمل اسم » جروب الحبايب» علي »الواتس آب»، وتضم بعض صديقات الدراسة في مدرسة الديليفراند، ولهن لقاءات من حين لآخر، وبعد لقاء تم قبل شهرين بدأت حكاية » زكي » ، وكانت بداية الحكاية عندما أحضرته معها صديقتها هدي فرنسيس، وكانت تتركهن لترضعه من ببرونة صغيرة تحملها في شنطة خاصة به، وماحدث أنها وجدته في الشارع بجوار مقلب للقمامة في مدينة العبور، تكاد تدوسه الأقدام بلا أم أو إخوة من حوله رغم أن عمره بالأيام، وتفرغت من وقتها لرعايته، وارتبط الاثنان، ولم تعد تخاف عليه من »بيبو» كلبها »الجريفون»، وأصبحت مثلها مهتما بيوميات ونوادر »زكي»، حتي جاء اليوم المشئوم الذي قامت فيه »الشغالة» بإغلاق الباب عليه لينكسر ظهره، ويصاب » زكي » بالشلل، ونبدأ حكايات جديدة عن المجهود الخرافي الذي تبذله صديقة زوجتي، ويكفي أن نعلم مايعانيه أصحاب الشلل النصفي في حياتهم اليومية من قضاء الحاجة وحتي مايحتاجونه من »دلع» لرفع الحالة النفسية لديهم، وجاءت الصدمة ذات يوم عندما نصحها البعض وبقلب جامد مثل الصخر بأن تقتل » زكي » وتريحه من المعاناة في الحياة، وفيما كانت قلوبنا تتقطع عليه، ظهر الأمل، حيث أشار طبيب كبير إلي أنه يحتاج إلي جراحة لتثبيت العمود الفقري المكسور بالمسامير، ولكن من سيدفع كل هذه التكاليف يادكتور فلاطاقة لأحد بها ؟، ويرد الطبيب الانسان: سأتكفل بها حتي يعود » زكي » لحالته الطبيعية، وانطلقت الزغاريد، وتم يوم أمس اجراء تحليل البلازما لتوفير الدماء الخاصة بها، وسيقوم باجراء الجراحة خلال ثلاثة أيام وبالتحديد الجمعة القادمة.. آخر كلمات نقلتها لي »هويدا» ما كتبته صديقتها هدي : »اللي مجابش قط بلدي زي زكي مشبعش من الحنية ولا داقش الحلويات».. دعواتكم لزكي ! كلام توك توك: »القبيحة».. كسيحة !! اليها: فخور بنجاحك.. ولن يصح إلا الصحيح مهما كان أو كانوا.