بمجرد وصولك إلي ضفاف بحيرة قارون تجد أعدادا كبيرة منهم في كل مكان ومن مختلف الأعمار، يقفون علي الطريق ويمسكون في أيديهم أنواعا مختلفة من الأسماك التي اصطادوها من بحيرتي قارون والريان، ليس لديهم زبائن خاصة ولكنهم يعتمدون علي رواد الطريق لهم ليقفوا بسياراتهم لشراء الأسماك منهم، فمنهم من يشتري كيلو ومنهم من يشتري أكثر، والأغرب أن أكثر طرق الشراء تعتمد علي البيع »بالكمية» دون الاعتماد علي وزن الأسماك ولكن يتم البيع بالكمية كطريقة المزاد، وهي من أجمل الطرق المحببة لدي الصيادين إذ تعتمد علي أنهم يبيعون كل الكمية ويكسبون منها مكسبا كبيرا في وقت قياسي. يقول محمد عبد الجواد »صياد» 23 سنة أعمل في مهنة الصيد منذ 13 سنة وقت أن كان عمري 10 سنوات، واضطررت إلي الخروج من المدرسة للإنفاق علي أسرتي ومساعدة والدي وأشقائي، وبدأت رحلتي في البداية في الاعتماد علي الصيد بنفسي ولكنها كانت طريقة صعبة إذ أنني كنت لا أتمكن من صيد ما يحقق لي هامش ربح كبيرا لمساعدة أسرتي، فقررت الشراء من أسماك المزارع ومن الصيادين الكبار وأقف علي طريق بحيرة قارون وأنا أحمل »المشنة» وهي التي يتم وضع السمك فيها وأحاول جلب الزبائن من خلال وضع كمية من خياشيم السمك داخل »سعف» النخيل وهي دائما ما تكون كيلو أو 2 كيلو علي أقصي تقدير، ويقف رواد الطريق للشراء منهم من يشتري دون فصال ومنهم من يبدأ رحلة الفصال وفي النهاية لا يشتري ويمشي. ويتابع »محمد» أن مهنته يربح منها إذ أنه يبيع في اليوم قرابة 20 كيلو من كافة أنواع السمك التي يحوزها ومنها البلطي والموسي والبوري والقراميط، مشيرًا إلي أنه من الممكن أن يعود بربح يتجاوز 100 جنيه يوميًا وهو مبلغ بالنسبة له كبير. ويؤكد أن مهنته يمتهنها العديد من أبناء خط بحيرة قارون بالقري والعزب والنجوع وتجد مئات الصيادين يقفون في أماكن متفرقة علي ضفاف بحيرة قارون لبيع الأسماك التي بحوزتهم بهذه الطريقة، وخاصة طريقة »الكمية» وهي تعتمد علي إعجاب الزبون بالأسماك فيقرر أن يشتريها دون أن يوزنها وأحقق فيها مكسبا مضاعفا وتعتمد علي مهارتي في البيع وإعجاب الزبون بالسمك نفسه. واعتبر »محمد» مهنته أنقذت الكثير من الصيادين من شبح البطالة فمعظمهم يعملون في مجال الصيد ويبيعون الأسماك بهذه الطريقة بدلا من جلوسهم علي المقاهي دون عمل.. ويشير صابر عبد الصمد »بائع» إلي أنه يقوم بشراء أسماك المزارع علي ضفاف بحيرة قارون، ويتم بيع الأسماك علي حسب الاتفاق مع الزبون، مؤكدًا أنه من الممكن أن يبيع كل الكمية التي بحوزته في نفس اليوم أو علي أقصي تقدير علي مدار يومين ويعود إلي أسرته بما قسمه الله له، لافتا إلي أن له في هذه المهنة 13 سنة يعمل فيها وهي مصدر رزقه الوحيد ويحقق منها ربحا معقولا وينفق منها علي أسرته.