كان هناك شبه إجماع علي ان الانتخابات البرلمانية التي ستجري خلال ايام في عام 2005 هي الأعنف والاشرس في تاريخ الانتخابات البرلمانية وزاد من سخونتها انها تزامنت مع رغبة الحركات المعارضة في خوض الانتخابات والمنافسة فيها وظهور الاخوان بصورة علنية في الشارع للدرجة التي تصور البعض ان هناك اتفاقا بين الحكومة والإخوان علي ذلك في الوقت الذي تركت الحكومة الشارع للمعارضة للتشدق بالحرية وان هناك مناخا مختلفا في مصر. الحزب الوطني من جانبه كان قد اختار مرشحيه حيث كان قد اجري تعديلا في الاسماء المرشحة ودفع بوجوه جديدة ووصلت نسبة التغيير الي 40٪ من اعضاء المجلس المنتهي مدته وواجهت قائمة الحزب منذ الاعلان عنها حربا ضروسا من اعضاء الحزب أنفسهم فمن كان يرغب في الترشيح ولم يفز في المجمع الانتخابي قرر خوض الانتخابات مستقلا وكذلك قرر من كان قد وعد من قبل قيادات الوطني بالترشيح ولم يحدث الترشح مستقلا حتي ان هناك يفطا دعائية لمرشحين مستقلين كتب عليها مرشحين علي مبادئ الحزب الوطني وفي خضم حالة الانقسام التي يعاني منها الحزب الوطني خرجت قياداته لتعلن ان الحزب سيفصل كل من ترشح من اعضاء الحزب ضد مرشحيه الأساسيين وهو التصريح الذي لم يهتم به احد خاصة ان هناك حالات عجيبة مثل ترشح ابن نائب رئيس الحزب ضد عضو الأمانة العامة ولم يتم اتخاذ قرار بشأنه او فصله من العضوية بالحزب والاغرب ان هناك من كان يساعد ابن رئيس الحزب ضد المرشح الاساسي لانه من المقربين لجمال مبارك الذي كان ظهوره في الانتخابات مكثفا لدعم مرشحي الحزب وعقد العديد من المؤتمرات في محافظات مصر وكان حريصا علي التأكيد علي ان الحزب يساند مرشحيه بينما علي ارض الواقع الحقيقة مختلفة وابناء الحزب ينهشون في بعضهم وبينهم من يعمل لاسقاط مرشح الحزب وآخرون يدعمون المرشح المستقل بينما الأخطر في الامر ان هناك من ساند مرشحي الاخوان نكاية في الحزب. وكان الامر سهلا لرصد صراع من نوع مختلف بين من اطلق عليهم الحرس القديم والحرس الجديد وانعكس ذلك علي سير العملية الانتخابية فأصبح ما اصطلح عليه الالتزام الحزبي مفقوداً والجميع يلعب لمصالحه الشخصية وتحقيق اقصي استفادة من هذا الصراع المشتعل في القمة وظهرت نتائجه علي سير العملية الانتخابية واصبح هناك من يسعي لاسقاط من سموا بمجموعة كمال الشاذلي من جانب ومن جانب اخر هناك من سعوا لاسقاط مرشحي جمال لإحراجه امام الرأي العام وهناك من لعب علي جميع الحبال من اجل الفوز بالمقعد حتي ان قيادة مثل فتحي سرور تحالف مع مرشح الاخوان علنا ليكونوا في صدارة المشهد في دائرة السيدة زينب وهو مافعله العديد من مرشحي الوطني واصبحت الخيانة الحزبية حبوبا يتعاطاها الجميع من اجل الفوز. كان الامر مفضوحا للجميع والارض خصبة وممهدة للإخوان لالتهام الفوز الذي آتاهم علي طبق من ذهب بسبب ممارسات ابناء الوطني من جانب وحالة السخط التي سيطرت علي الناخبين من حكومة الحزب التي لم تكن فد حققت إنجازا ملموسآ في الشارع والذي كان يعاني من مشاكل كثيرة في مقابل آذان لا تسمع انينه واستغل الاخوان الامر احسن استغلال وخاضوا المعركة الانتخابية متسلحين بانقسامات الوطني ودعم شعبي غير معلن ولكنه كان الاكثر فاعلية وتأثيرا في سير المعركة والتي أسفرت في الجولة الاولي عن اكتساح للإخوان وسقوط مدو لمرشحي الوطني حتي ان رموزا كبيرة واسماء برلمانية ساطعة افترسها مرشحو الاخوان بتنظيمهم المتكامل والمسيطر علي الشارع والناخبين .. ففي إحدي دوائر الاسكندرية فاز مرشحو الاخوان حسين ابراهيم وحمدي حسن باصوات شبه متساوية بفارق عشرة الاف صوت عن اقرب منافسيهما، وكانت الجولة الاولي إنذاراً بسيطرة الاخوان علي مقاعد المجلس فكان التحول بعد ذلك لتظهر السيطرة الأمنية بدلا من السيطرة السياسية. وللحديث بقية