يسجل التاريخ بأحرف من نور بطولات خير أجناد الارض من أبناء القوات المسلحة والشرط الذين قدموا أرواحهم فداء لوطنهم وارتوت الارض الطيبة بدمائهم الزكية .من بين هؤلاء الابطال الرائد شريف طلعت عبد الرحمن ابراهيم 34عاما ابن مدينة الزقازيق والذي استشهد في ديسمبر الماضي إثر إصابته برصاصات غادرة أثناء تصديه لهجوم إرهابي علي أحد الأكمنة بقطاع رفح بشمال سيناء .. تقول والدة الشهيد فايزة جودة السيد أحمد 54عاما ربة منزل إن الشهيد أكبر أبنائي وله شقيقان هشام 30 عاما محاسب وسمر 25عاما حاصلة علي ليسانس الآداب ووالده عميد شرطة وقد توفي بعد صراع طويل مع المرض وتنهمر الدموع من عينيها واضافت أن الشهيد كان يتخذ من والده مثله الأعلي وكان يتمني ان يكون ضابطا مثله وعندما حصل علي الثانوية العامة عام 2001 تقدم بأوراقه الي كلية الشرطة واجتاز جميع الاختبارات بنجاح وتم قبوله بالكلية وكان متفوقا ومن أوائل دفعته وتخرج عام 2005 وعقب ذلك تم تكليفه بالعمل بقطاع الأمن المركزي بالإسماعيلية ثم انتقل لقطاع العريش حيث استمر فيه 10سنوات ومنها الي قطاع رفح وتولي رئاسة عمليات الأمن المركزي به.وتستطرد قائلة عندما علمت بنقله لرفح شعرت بقلق وخوف عليه وطلبت منه العودة لقطاع الامن المركزي بالاسماعيلية لكنه رفض مؤكدا لي أن ربنا هوالحافظ في كل مكان والأعمار بيد الله ولو مكتوبة لي الشهادة هوحد يطولها .وقال لي إنه في مهمة وطنية ومستقبل مصر مرهون بما يقدمه وزملاؤه من جهد وتضحية ضد الارهاب .وأحتسب نجلي شهيدا عند الله ويكفيني فخرا أنني ام الشهيد وقدمت أغلي شيء في حياتي هدية لمصر .. وتضيف أن محبي الشهيد أطلقوا صفحة علي الفيس بوك بعنوان (كلنا شهيد) دونوا فيها بطولاته وسيرته الذاتية وتطالب بضرورة استمرار مكافحة الارهاب بمنطقة رفح .. وتطالب المحافظ الدكتور ممدوح غراب بإطلاق اسم الشهيد علي ميدان الزراعة تخليدا لذكراه وتكريما لأسرته .. وتقول أرملة الشهيد غادة السيد موسي 32عاما محامية والتي بدت متماسكة في أول حديثها ثم انخرطت في البكاء وقالت إن الشهيد هو ابن خالي وتقدم لخطبتي في شهر يونيوعام 2006وتزوجنا بعد مرور عامين ورزقنا الله بطفلين خالد 9سنوات في الصف الرابع الابتدائي وعمر 7سنوات في الثاني الابتدائي وأضافت كان زوجي هادئ الطباع دمث الخلق وأبا مثاليا بارا بوالديه طموحا متدينا وشجاعا لا يهاب أي شيء غير الله عاشقا لوطنه وترابه وكتوما لا يتحدث عن عمله لأحد وكان يعمل مع جنوده كأنهم أشقاؤه الصغار ومحبوبا من قادته لتميزه في عمله وقد تم منحه عدداً من شهادات تقدير وكان دائما يقول لي أنا فداء لوطني ودون علي صفحته بالفيس بوك عبارة (لا تقلقوا يا مصريين متخافوش إحنا في ظهركم إحنا أسود ونسور وسنحميكم بإذن الله ) وتضيف أن هؤلاء الارهابيين مغيبون لا قلب لهم ولا مشاعر ولا دين ولا ملة ربنا يحرق قلوبهم علي أعز ما لديهم ..واوضحت أنه قبل استشهاده زوجي بفترة داهم احد الاوكار الارهابية ووجد لدي الارهابيين قائمة بأسماء المستهدفين باغتيالهم من أفراد القوات المسلحة والشرطة وكان زوجي من بينهم وطلبت منه الانتقال من قطاع العريش فرفض بشدة وقال لو أنا أمشي وغيري يمشي مين هيحمي العريش ويرجع حق أخواتنا الذين استشهدوا وبادرت بقولي أنت هتكون مبسوط لما تموت فرد قائلا هي الشهادة شيء وحش أنا اتمناها من ربنا .وتضيف قائلة ان الشهيد كان يشعر أنه سوف ينال الشهادة حيث كان دائما يوصيني بطفلينا وجدد بطاقات العلاج لهما. وابلغني عن قيمة مستحقاته المالية في حالة استشهاده ..وعن يوم استشهاده تقول إنه عقب قيامه بأداء صلاة العصر بقطاع الأمن المركزي برفح تلقي إستغاثة من أحد الأكمنة لدعمهم بالقوات للتصدي لهجوم إرهابي فأنتقل لهم علي الفور مرتديا الترنج وتعامل مع الإرهابيين وأثناء ذلك أصيب بطلق ناري في صدره من قناص إرهابي وأثناء نقله الي المستشفي نطق الشهادة مرتين وفاضت روحه قبل وصوله المستشفي .وأكدت انه يكفيها فخرا أن زوجها استشهد برصاصة في صدره وليس غدرا من ظهره.