أزعم أن ما حدث في 25 يناير 2011 لا يقل في حجمه وتأثيره عما حدث من انتصار عظيم في السادس من أكتوبر عام 1973 .. الحدثان غير متوقعين.. الحدثان أبهرا العالم.. الحدثان وصفهما من يعرف مصر وطبيعة شعب مصر بأن هذا هو الأداء المعتاد للمصري في وقت الجد وعندما تتعقد الأمور وتستفحل الأزمات. كان المتوقع بعد الأداء الرائع في حرب 1973 أن تتحرك مصر نحو نهضة تتفق وحجم ما حدث من إنجاز علي أرض المعركة، ولكن الأمور اتخذت للأسف منحي مختلفا لا يتفق مع حجم إنجاز أكتوبر العظيم، وبدلا من أن نري مصر في موقعها الذي تستحقه، تحولت للأسف إلي دولة تابعة للصغير والكبير، ورأينا الرئيس المخلوع يتحرك بطائرة عملاقة شمالا وجنوبا وشرقا وغربا دون أن يحقق أية نتائج تعوض حتي ثمن البنزين وتكلفة الطاقم الذي يخدم الطائرة بدلا من أن تكون مصر ما بعد أكتوبر هي المقصد الذي يتمني الآخرون نيل رضاه أو العيش في ظله! أخشي ما أخشاه أن يكون هذا حالنا الآن بعد النصر العظيم في ثورة يناير، وبدلا من أن تكون الثورة قاعدة صلبة لانطلاقة كان من المفترض أن تبدأ بعد حرب أكتوبر 1973، نجد أنفسنا نسير في اتجاه بل اتجاهات تضيع الجهد الجبار والتضحيات التي حدثت في 25 يناير 2011 . تحية احترام وإكبار لأنور السادات البطل الحقيقي لحرب أكتوبر الذي لم تتح له الفرصة كاملة للانطلاق إلي مصر الحديثة، فكانت النتيجة اختطاف نصر أكتوبر وضياع قيمة الإنجاز..وتحية احترام وإكبار لشهداء ثورة يناير الذين أخشي أن تضيع تضحياتهم في خضم حالة العبث التي قد لا تجعلنا نجني وننعم بآثار الثورة، كما لم نستطع من قبل أن نجني ثمار حرب أكتوبر!