لماذا إصرار البعض علي التوجه إلي مقر وزارة الدفاع في كوبري القبة؟ لماذا الإصرار علي إطلاق شعارات استفزازية في مواجهة رجال القوات المسلحة الذين مارسوا أقصي قدر من ضبط النفس في مواجهة عناصر لا يمكن القول إنها تنتمي إلي شباب الثورة، أو إلي حركاتها، المجموعات التي اتجهت إلي العباسية تذكرني بالمجموعات التي ظهرت أمام السفارة الإسرائيلية ثم ثبت أن هناك من يدفع ومن يمول هذه الاستفزازات لأهداف يمكن استنتاجها. وزارة الدفاع إحد الرموز الوطنية. والتوجه إليها لن يتوقف عند التظاهر أمامها، إنما سيتبع ذلك محاولة اقتحام، وهذا يعني محاولة إسقاط هيبة الجيش وإهانته أيضا دفعه إلي موقف يضطر فيه إلي الدفاع عن مقراته، خاصة مقر القيادة، وعندئذ يقع الصدام الذي تدفع إليه بعض القوي المريبة العاملة في مصر الآن، لقد رأيت بعض الشباب الذين ينبئ مظهرهم وطريقة هتافهم وسوقية تصرفاتهم، رأيتهم يوجهون السباب والاستفزاز بالحركات إلي ضباط وجنود الجيش الذين التزموا أقصي درجات ضبط النفس. هذا مشهد لا علاقة له بأي قيم ثورية، وليس معبرا عن أي جانب من جوانب الثورة المصرية وسائر فصائلها، ولا يخفي أن توجيه السباب والإهانات إلي رجال الجيش يترك في النفوس مرارة، ويراكم مشاعر الإحباط، وهذا ضار بجميع الأطراف، لا أشك لحظة في وجود قوي سواء كانت محلية أو عربية، أو أجنبية، تسعي إلي ايجاد صدام بين الجيش والشعب، تريد الوصول إلي لحظة قد يفتح فيها رجال الجيش النار دفاعا عن أنفسهم وعن رموزهم التي هي رموز الوطن فتمتليء الدنيا صراخا ضد الجيش الذي يقتل شعبه، فليحذر الجيش والشعب معاً، فالجيش هو الحاجز الأخير الذي يحول دون إسقاط الدولة كما قال الاستاذ محمد حسنين هيكل في حواره أخيراً مع الأهرام، تلك نقطة يجب أن يقف الجميع ضد الوصول إليها بحزم، إنني أتفهم توجيه الانتقادات أو الخلاف مع المجلس الأعلي، أما الإصرار علي إهانة المقر التاريخي لقيادة الجيش، فهذا ما يجب الوقوف ضده من الجميع.