علي مدار ما يقرب من العشرين عاما قضيتها في عملي بمجال الصحافة الرياضية لم أر بهذا الوسط شخصية تعرضت للحرب والتكسير والضرب تحت الحزام مثلما تعرض المهندس محمود طاهر عضو مجلس إدارة النادي الاهلي واتحاد الكرة سابقا ، فالرجل علي قدر ما حققه من نجاح وتركه من بصمة في هذين المكانين إلا أنه خرج منهما سريعا دون أن تكون هناك أسباب معروفة أو مفهومة علي الاقل للرأي العام لأنه لما خرج إحتفظ بأسرار الخروج لنفسه ، وربما يكون هذا هو الذي يجعل أسم محمود طاهر عندما يذكر فهو يذكر بالخير ولاسيما بين أعضاء الاهلي لأن الكل هناك يقدر هذه النوعية من الشخصيات التي تعشق العمل ولا تحب الظهور، وتخلص الاداء ولا تتشبث بكرسي، وتجزل العطاء ولا تنتظر المقابل. وعلي الرغم من الامكانيات المادية الكبيرة لمحمود طاهر وأعبائه العملية العديدة الكثيرة إلا أنه دائم الاهتمام - من الهم - بحال البسطاء والتفكير والانشغال بأحوالهم وظروفهم، وهو دائما ما يبدي الدهشة والعجب من كيفية أن يعيش الموظف المصري البسيط بالامكانيات المحدودة التي يتحصل عليها ؟!! ، بل كثيرا من كنت ألمس في كلامه إحساس المقصر في حق هؤلاء البسطاء شأنه شأن الكثيرين من رجال الاعمال الذين لم يكن لهم حظ في خدمة وطنهم طوال فترة النظام السابق!! لأجل هذا لم أندهش كثيرا عندما علمت أن محمود طاهر كان أول المسارعين بعد ثورة 25 يناير إلي إنشاء حزب سياسي ، والذي أطلق عليه " حزب الوعي " ، والطبيعي أيضا أن يكون علي رأس برامج ومبادئ هذا الحزب النهوض بمستوي المواطن المصري عامة والبسيط خاصة ذلك النهوض الذي يراه محمود طاهر لا يمكن أن يتأتي أو يتحقق إلا بالوعي ، وعي المواطن ومعرفته بما له من حقوق وما عليه من واجبات ، وهذا ما كان يؤكد عليه طوال الحوار الذي أجريته معه وأستمر لقرابة الساعتين .. وإلي التفاصيل .. دعني في البدأية أسألك السؤال التقليدي .. متي وكيف جاءت فكرة إنشاء الحزب ؟! منذ زمن بعيد كنت وأنا ومعي مجموعة الاصدقاء نفكر في أن نكون أكثر إيجابية تجاه مجتمعنا، خاصة وأننا مجموعة ليست بالقليلة وكل واحد منا في مجال مختلف يصلح أن نكون به كيانا ولو حتي غير رسمي أو مشهر ، المهم نخدم المجتمع، كانت الفكرة كثيرا ما تسخن بالرأس ثم سرعان ما تبرد وتهدأ، ربما يكون السبب كثرة الانشغال، أو تلاحق الاحداث وسرعة الزمن ، لكن المؤكد والثابت هو أن الاوضاع عامة لم تكن تساعد علي ترجمة مثل هذه الافكار والطموحات .. وعندما قامت ثورة يناير رحت ومعي صديقي سامي سلامة الذي هو الآن نائب رئيس الحزب نفكر في القيام بأي عمل نشارك به في عملية الاصلاح التي أعقبت الثورة ، وكان طبيعيا أن تعاودنا علي الفور فكرة الاعمال الخدمية للمجتمع وبعد تفكير متعمق قررنا أن تكون الفكرة هي إنشاء حزب ، وسريعا ودون تردد أو تفكير هذه المرة رحنا نسارع بإتخاذ الخطوات والاجراءات اللازمة لذلك وكان من الممكن أن يكون حزبنا هو أول الاحزاب تأسيسا لولا الشرط الذي كان موجودا من قبل وتم تعديله فيما بعد والخاص بعدد المؤسسين ، فقبل التعديل كان العدد المطلوب خمسة ألاف عضو نزل فيما بعد إلي ألف فقط. وماذا عن سبب إختيار إسم الوعي ؟!! من المؤكد أن الاسم له الحظ الاكبر من الاهداف والمبادئ التي قام من أجلها الحزب ، فنحن عندما فكرنا في إنشاء الحزب وجلسنا وتناقشنا في المبادئ والاهداف التي سيقوم عليها الحزب، أتفقنا جميعا علي أن أهم وأعظم المبادئ في برنامج الحزب هو النهوض بمستوي المواطن المصري وتنمية المجتمع الذي يعيش فيه ، ورأينا جميعا أن هذا لا يمكن أن نصل إليه أو نحققه دون وجود المواطن الواعي الذي يعي واجباته وحقوقه دون أن تطغي واحدة علي الاخري ، لأنه من غير المعقول أو المنطقي أن نطالب المواطن بواجبات الانضباط وإلتزام التعليمات دون أن يعي لماذا هو يفعل ذلك ، ودون أيضا أن نوفر له إحتياجاته من دخل وتعليم وصحة وأمان .. فالوعي لا يجب أن يكون فقط هو إسم حزب ، بل يجب أن يكون شعار كل الاحزاب. صراعنا لن يكون علي كراسي !! هذا الكلام الجميل هو نفسه الذي تردده كل الاحزاب .. فما هي الضمانات ؟!! سؤالك في محله، وأكون كاذبا لو قلت لك أنني أستطيع أن أقدم الضمانات لذلك، لكن الذي أستطيع أن أقدم الدليل هو الاعمال الفعلية التي قدمها حزب الوعي في تلك الفترة الوجيزة وتثبت جديتنا في السعي الحثيث في تنفيذ ما جاء في برنامج الحزب ، ومن ذلك مثلا ما فعلناه في بعض قري المنوفية من أعمال وخدمات ترمي أول ما ترمي إلي إصلاح حال مواطني هذا المكان عن طريق توفير الخدمات المجتمعية اللازمة له ، وأيضا من خلال تحويله إلي مواطن إيجابي فعال بين قوسين واع.. ولكي أشرح لك أكثر أقول لك أن الافكار دائما ما تكون دالة علي الفعل، فإذا ما جاءت الافكار منطقية ومعقولة ومنظمة كانت هي الدليل علي جدية أصحابها، ونحن أفكارنا علي هذا المستوي، فنحن نريد الوصول إلي إنتاج المواطن الصالح المفيد لوطنه ورأينا أن نبدأ ذلك من خلال المجتمعات الصغيرة الضيقة، ثم نزيد الدائرة والرقعة شيئا فشيئا، ولذا رأينا البدء من القري والنجوع ثم المدن ثم المحافظات وهكذا، لأننا وببساطة شديدة لو بدأنا بالعكس أي من المجتمع الواسع كالمحافظة ثم أردنا أن ننزل فيما بعد للمراكز والقري والنجوع لما نجحنا أبدا ولأصبحنا مثل الذي يحرث في الماء .. البركة في شباب الثورة وكيف كان رد الفعل في الاماكن التي بدأتم فيها ؟ لا أنكر أن الناس كانت في بداية الامر متخوفة أو تقدر تقول معندهاش ثقة، خاصة وأن تجاربهم السابقة كلها تقول أنهم لم يروا الاحزاب ولا أحد منهم إلا قبل الانتخابات وبمجرد أن تنتهي الانتخابات لا يسمعوا عنهم شيئا، لكنهم لمسوا في كلام مندوبي الحزب الثقة والامان فراحوا يتجاوبون لكن مع إستمرار تحفظهم الذي زال فيما بعد .. والحقيقة التي لابد من ذكرها هنا والتشديد عليها هو أن الذي ساعدنا علي النجاح في تلك المهمة هو وجود مجموعة من الشباب تطلق علي نفسها إئتلاف شباب الثورة هي التي مدت لنا يد العون والمساعدة لتسهيل المهمة ، وهذه النوعية من الشباب التي تعمل ولا تنتظر المقابل أراها هي النور الذي سينير لمصر طريقها في المستقبل بشرط أن يوجد لها المناخ الملائم للابداع وخدمة الوطن .. لن نشارك في السيرك السياسي هذا الكلام يوحي بأن الحزب سينشغل بالجانب المجتمعي علي حساب الجوانب السياسية .. ممكن ؟!! بالطبع ليس كذلك، لا لأن السياسة جزء ضخم ومهم من برنامج الحزب ، وإنما لإيماننا بأنه يستحيل أن تحقق عملا إجتماعيا ناجحا دون أن تحقق النجاح السياسي ، بل القوة السياسية .. إذا .. أين أنتم من التحالفات الحزبية التي نسمع عنها كل يوم ؟!! نحن متواجدون ونشارك في جميع التحالفات ، خاصة إذا ما كان الهدف من التحالف هو التوحد علي موقف معين يخدم المصلحة العامة ، كرفض التعديلات التي أجريت علي قانون الانتخابات ، أو رفض العمل بقانون الطوارئ ، وغير ذلك من المواقف المنطقية التي تخدم الوطن .. لكننا لن نشارك أبدا في تحالف أو إئتلاف لمجرد أن نقول نحن هنا ، لأننا في حزب الوعي نري أنه لابد أن نعلم ما نفعل من أجل أن نحقق ما نريد ، فمع إحترامي الكامل لكل التحالفات التي ظهرت في الفترة الاخيرة ، إلا أني أري من يريد أن يحولها إلي سيرك سياسي من خلال مناقشة المشاكل والموضوعات علي شاشات التليفزيون قبل أن تتم مناقشتها علي ترابيزة الاجتماعات .. وحزب الوعي لن يكون في يوم من الايام مشاركا في التصدي لقضية ما دون أن يكون عنده إقتراحات للحلول التي يمكن أن يطرحها .. عندك مثلا الناس التي تصرخ وتولول من قانون الطوارئ هي نفسها التي تصرخ وتولول من إفتقادها للامن والامان بالشارع .. والحل أيه .. محدش يعرف يجيب !! نرفض التصنيف بكل أنواعه معظم الاحزاب التي ظهرت مؤخرا تم تصنيفها ما بين إسلامية وسلفية وإخوانية وعلمانية .. أين الوعي من كل هذا؟!! الوعي لا ينتمي لأي تيار من هذه التيارات ، إنتماؤنا لجهة واحدة فقط هي مصر ، ولن نقبل أبدا أن يوجد ما يفكك هذا التوحد ، وهنا الجانب المهم جدا من توجهنا السياسي وهو السعي إلي وجود دولة مدنية ديمقراطية .. ألمس في نبرة كلامك أن الاعمال التي قدمها حزب الوعي في الفترة الماضية ، كفيلة بجلب الجماهير والاحزاب حوله .. كدة صح ؟!! يكذب من يقول أنه إستطاع خلال الستة أشهر الماضية أن يحقق أي نجاح مجتمعي أو سياسي .. والامر يزيد لدي حزبنا خاصة وأننا كما سبق وقلت لك أن أفكارنا وبرامجنا مختلفة كثيرة عن معظم الاحزاب الموجودة .. وهذا يجرني أيضا للافاضة أكثر في الحديث عن برامج الحزب ، وبالتحديد فيما يخص الجانب الواسع منه والخاص بالبرامج القومية التي نتطلع إلي إقامتها في السياحة والطاقة والزراعة والصناعة .. فهذه المجالات وطبقا لهذا الترتيب هي التي نسعي وبقوة إلي تطويرها والنهوض بها في أسرع وقت .. وأهتمامنا بهذه المجالات الاربعة دون غيرها من بقية مجالات المجتمع له عندنا أسباب ومبررات طبقا للترتيب الذي ذكرته لك ، لأن السياحة فهو المجال الذي يمكن أن يضخ أموالا سائلة سريعة جدا ، والمسارعة بإصلاحه وإفاقته مما فيه من شأنه يعجل بإعادة الحياة للسوق المصري .. أما الطاقة فهو قطاع ضخم جدا والاهتمام به ومراعاته بالعلم والاصول سيدر عوائد كبيرة وغزيرة علي خزينة الدولة ، الشرط أن يحسن إستخدامه .. أما الزراعة فهي المجال كانت تحقق مصر منه عوائد ضخمة لكن تم إهماله والانصراف عنه ، وبعد المعاناة التي واجهها المصريون بالانصراف عن الزراعة والتوجه إلي المجال الاسرع ربحا من وجهة نظر البعض كالصناعة والتجارة بات لزاما علينا أن نسعي وبقوة لإعادته مرة أخري .. لكن قبل ذلك لابد أن نعرف التركيبة المحصولية التي يمكن أن تستفيد منها البلد ، بمعني أن نعظم ونقوي زراعة المحاصيل التي تقبلها التربة المصرية ويمكن أن نصدرها لا أن نذهب لزراعة محاصيل غير مجدية .. أما الصناعة فهو المجال الذي يجب أن يعاد النظر فيه لكي يكون بصورة أفضل ويحقق العوائد المرجوة منه .. وفي كل هذه المجالات إستعنا في حزب الوعي بالخبراء المتخصصين فيها وذلك لوضع التصورات العلمية اللازمة لتنفيذ البرامج الخاصة بكل مجال .. بعض الاحزاب لديها هاجس من نتائج المحاكمات التي تتم حاليا مع رموز النظام.. ألا يقلقك ذلك علي الاعمال التي تمت بحزبك ؟!! بالطبع غير قلق لأني سأعمل في كل الظروف والاحوال ، لكن دعنا نأخذ من هذا السؤال ما هو أهم وأخطر وهو الخاص بالقضاء المصري وما يتعرض له من محاولات للتشكيك والتشويه والاساءة ، فمن غير المنطقي أو المقبول أن نجد من يحاول الاعتداء علي قاض لمجرد أنه أصدر حكما في قضية ما ، والذي نراه الآن من القلة القليلة أمر ينذر بمخاطر كبيرة تنذر بهدم كيان الدولة بأكملها ، فهيبة الدولة من هيبة القضاء ولو لم نحفظ الهيبة والمكانة للقضاة فلن تكون هناك هيبة أو مكانة للدولة ، وهو أمر يجب أن يعيه الناس جميعا وتعمل الاحزاب كلها علي حماية وتحصين القضاء .. وهذا أيضا جزء أصيل من الادوار التي يقوم بها حزب الوعي بأن نسعي للوضع علي رأس خططنا المجتمعية وجود قاض قوي له هيبة ، وطبيب شاطر مخلص لعمله ، ومدرس ماهر أمين في نقل رسالته ، وهذا كله لن يتم أو ننجح فيه إلا بمساعدة من الجميع .. مرشح الرئاسة لم يظهر بعد بعض الاحزاب أعلنت موقفها من مرشحي الرئاسة المحتملين .. فهل حزبكم لديه مرشح معين يؤيده ؟ هذا أمر لم نتطرق له حتي الآن ، أما إذا كنت تسألني عن رأيي الشخصي ، فأنا مع إحترامي لكل من أعلن عن نيته للترشيح أري أن مرشح الرئاسة الحقيقي الذي سيلقي قبول الغالبية العظمي من الشعب المصري لم يظهر بعد .. معظم الاحزاب أيضا بدأت تعد العدة لحجز مقاعدها داخل البرلمان .. وأنا لم ألمس في كلامك ما يشير لذلك .. هل لم تستقروا بعد علي المرشحين؟!! هذا الامر بالذات أراه متعلقا بظاهرة أصبحت مضحكة للغاية وهي أننا كنا في العهد السابق نري المرشحين يسعون لشراء الناخبين ، أما الآن فالوضع أصبح مختلفا وهو أن الاحزاب تسعي لشراء المرشحين .. فالغالبية العظمي من الاحزاب تجدها تسعي وبكل قوة لحشد أكبر عدد من المرشحين دون النظر لتوجهات أو رؤي هؤلاء المرشحين، ليس مهما عندها إختيار مجموعات توافقية تدخل البرلمان لتحقق أهدافا وبرامج حزبية موضوعة مسبقا، وإنما هدفهم الاساسي هو حجز أكبر عدد من المقاعد داخل البرلمان، وهذا أمر سيمثل كارثة كبري، الضحية فيها هو الناخب الذي هو المواطن المصري !! قضية تصدير الغاز بعيدا عن الحزب وبما أنك واحد من الخبراء العاملين في مجال البترول .. كيف تري الازمة الكبري الثائرة حول تصدير الغاز لاسرائيل ؟! قضية حساسة .. لكن دعني أعبر عن الامر من وجهة نظر شخصية بحتة ، فأنا أري أن البحث والتحري يجب أن ينصرف إلي مناقشة عملية تصدير الغاز بشكل عام وليس إلي إسرائيل خاصة .. هذا ما كان يجب الانشغال به بجانب إنشغالنا بجانب التصدير إلي إسرائيل ، فالسؤال الذي كان ولابد أن يطرح هو : هل مصر لديها فائض في الغاز يمكن تصديره ، وإذا كان كافيا فكم يكون سعره ؟!! .. وبعيدا عن الاجابات التي لا أزعم بمعرفتها ، فإني أري أن التوصل إلي الاجابة سيحسم الجدل ويجعل المواطن المصري يعرف الحقيقة بشكل جلي بدلا من حالة البلبلة التي وضعه فيها الاعلام ، دون أن يدله إلي من هو الجاني ومن هو المجني عليه .. والأزمة ببساطة شديدة يمكن التعرف علي إيجابياتها وسلبياتها إذا ما عرفنا ماذا يمكن أن نحقق من وراء تجارة الغاز .. قبل أن أختم .. دعني أوجه إليك سؤالا أظنه يشغل الكثيرين ممن عرفوك في الوسط الرياضي .. إشتغالك بالسياسة هل يمكن أن يأخذك تماما من الرياضة؟ بالقطع لا .. فعلاقتي بالعمل التطوعي بدأت من خلال الرياضة كعضو مجلس إدارة بالنادي الاهلي في بداية التسعينات ، وظللت في هذا الموقع لسنوات ، وعندما رحلت عنه لم أرحل هربا أو عدم رغبة في العمل، فأنا رحلت عن الاهلي بعد حرب شرسة خضتها لأخرها وخرجت منها وأنا راض تماما عن نفسي تجاه النادي الاهلي وأعضائه الذين ما زالت تربطني بهم علاقات متينة وقوية للغاية.. وبعد عدة سنوات كنت قد آثرت فيها الابتعاد عن الوسط الرياضي، تعرضت لضغوط من البعض من أجل الأنضمام لمجلس إدارة إتحاد الكرة ، ورغم التحفظات الموجودة علي بعض مسئولي الاتحاد إلا أنني وتحت هذه الضغوط قبلت إعتقادا مني القدرة علي الاصلاح وفعل شئ يفيد الكرة المصرية ، وهو ما نجحت فيه بالفعل لما تمكنت من الحصول علي عرض مالي غير مسبوق (مائتي مليون جنيه) لبيع حقوق رعاية الاتحاد ، لكني فؤجئت بأصحاب المصالح الخاصة يتصدون لهذا العرض ، وهو ما جعلني أتقدم بالاستقالة فورا، وكانت إستقالتي مسببة وهذا أيضا موقف غير مسبوق، لأنني وعلي مدار سنوات طويلة عملت فيها بالوسط الرياضي لم أعرف من تقدم بإستقالة مسببة أي يطالب الجهات الرقابية بالتحقيق معه.. وعلي كل فالقضية لم تغلق بعد لأن حجم المخالفة فيها كبير جدا، يكفي القول لكي أقرب لك المسافة للتعرف علي حجم الجريمة المرتكبة في حق الكرة المصرية ، هو أن تقارن بين التهمة التي لاحقت وزير الاعلام السابق أنس الفقي والذي حكم عليه فيها بالحبس سبع سنوات بتهمة إهدار تسعة ملايين جنيه من المال العام، وبين ناس تسببت في إهدار مائتي مليون جنيه من المال العام!!