تأتي دعوة السيد الرئيس / عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية إلي إطلاق مبادرة »حياة كريمة» لرعاية الفئات الأولي بالرعاية والأكثر احتياجًا وتحقيق العيش الكريم لها، لتعبر عن حس إنساني مرهف وراقٍ، وتتسق مع ما تحث عليه جميع الشرائع السماوية من التراحم والتكافل والتعاون، حيث يقول الحق سبحانه وتعالي : » يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ »، ويقول سبحانه : » وَتَعَاوَنُوا عَلَي الْبِرِّ وَالتَّقْوَي وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَي الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ »، ويقول سبحانه : » وَسَارِعُوا إِلَي مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ »، ويقول سبحانه : » مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ »، ويقول سبحانه : » إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ، ويقول سبحانه : » إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ»، ويقول سبحانه : »وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَي حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا». ويقول نبينا : »مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكي منه عضو تداعي له سائر الجسد بالسهر والحمي»، ويقول : » ما من يوم يصبِح العباد فيه إلا ملكان ينزلان، فيقول أحدهما : اللهم أعطِ منفقا خلفا، ويقول الآخر : اللهم أعط ممسكا تلفا»، وعن أبي هريرة أن رسول الله قال : » قال الله تعالي: أنفق يا ابن آدم، ينفق عليك »، وعن أبي هريرة أن النبي قال : »ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله »، ويقول : »أحب الناس إلي الله أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلي الله سرور تدخله علي مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه دينا، أو تطرد عنه جوعا، ولأن أمشي مع أخ لي في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في هذا المسجد - يعني مسجد المدينة - شهرا، ومن كف غضبه ستر الله عورته ومن كظم غيظه ولو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله عز وجل قلبه أمنا يوم القيامة ومن مشي مع أخيه في حاجة حتي أثبتها له أثبت الله عز وجل قدمه علي الصراط يوم تزل فيه الأقدام»، ويقول : »سبع يجري للعبد أجرهن وهو في قبره بعد موته : من علم علما ، أو أجري نهرا ، أو حفر بئرا ، أو غرس نخلا ، أو بني مسجدا، أو ورث مصحفا ، أو ترك ولدا يستغفر له بعد موته». ويقول الإمام علي بن أبي طالب : »إن الله فرض علي الأغنياء في أموالهم بقدر ما يكفي فقراءهم فإن جاعوا أو عروا وجهدوا فبمنع الأغنياء»، وقد كان أصحاب رسول الله يتسابقون في الإنفاق والخيرات، فعن زيد بن أسلم عن أبِيه، قال : سمعت عمر بن الخطاب يقول : أمرنا رسول الله يوما أن نتصدق، فوافق ذلك مالا عندي، فقلت : اليوم أسبق أبا بكر إن سبقته يوما، فجئت بنصف مالي، فقال رسول الله : »ما أبقيت لأهلك؟» قلت: مثله. قال : وأتي أبو بكر بكل ما عنده، فقال له رسول الله : »ما أبقيت لأهلك؟» قال : أبقيت لهم الله ورسوله، قلت: لا أسابقك إلي شيء أبدا. فما أحوجنا أغنياء وفقراء إلي التكافل والتراحم والتعاون علي البر والتقوي، ما أحوجنا إلي استعادة هذه القيم الدينية الوطنية الإنسانية النبيلة، وقديما قالوا : الناس للناس وبالناس، وقالوا : ما استحق أن يولد من عاش لنفسه.