* يسأل حسن أحمد عبدالرحمن من العباسية بالقاهرة : لقد لاحظت في السنوات الأخيرة تدني مستوي التعامل بين بعض الناس وتواري المستوي الأخلاقي عند بعضهم. فكيف أمر الإسلام بالمحافظة علي الأخلاق؟ * * يجيب الدكتور عثمان عبدالرحمن مستشار العلوم الشرعية بالأزهر: الأخلاق في الإسلام هي مجموعة المباديء والقيم التي تنظم سلوك الإنسان والتي حددها الوحي ووضع لها من الضوابط ما يحقق الغاية من وجود الإنسان علي الأرض. قال صلي الله عليه وسلم : "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق". فالأخلاق الحسنة والسلوك القويم أجمل حُلة يتجمل بها المرء بين العباد. وأقومُ طريق يسلكه المريدُ إلي ربه عز وجل. لذلك كان أحسن من تحلي بها رسولنا صلي الله عليه وسلم قال الله تعالي : "وإنك لعلي خىلق عظيم" ووصفته الخبيرة به. العالمة بأموره. أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها فقالت : "كان خُلق رسول الله صلي الله عليه وسلم القرآن" وقالت : "كان أحسن الناس خُلقاً. لم يكن فاحشاً. ولا متفحشاً. ولا سخاباً بالأسواق. ولا يجزي بالسيئة مثلها. ولكن يعفو ويصفح". ولقد حث النبي صلي الله عليه وسلم علي حُسن الخلق. والتمسك به. وجمع بين التقوي وحسن الخلق. فقال : "أكثر ما يدخل الناس الجنة. تقوي الله وحُسن الخلق". وأوصي صلي الله عليه وسلم أبا هريرة بوصية عظيمة فقال : "يا أبا هريرة! عليك بحسن الخلق" قال أبوهريرة وما حسن الخلق يا رسول الله؟ قال ؟: "تصل من قطعك. وتعفو عمن ظلمك. وتعطي من حرمك". كما عد النبي صلي الله عليه وسلم حسن الخلق من كمال الإيمان. فقال صلي الله عليه وسلم : "أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقا".. ويقول : "أحب الناس إلي الله أنفعهم. وأحب الأعمال إلي الله عز وجل. سرور تدخله علي مسلم. أو تكشف عنه كربة. أو تقضي عنه ديناً. أو تطرد عنه جوعاً. ولئن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إليَّ من أن أعتكف في المسجد شهراً. ومن كف غضبه ستر الله عورته. ومن كظم غيظاً. ولو شاء أن يمضيه أمضاه. ملأ الله قلبه رضا يوم القيامة. ومن مشي مع أخيه المسلم في حاجته حتي يثبتها له. ثبت الله تعالي قدمه يوم تزل الأقدام. وإن سوء الخلق ليفسد العمل كما يفسد الخل العسل". ومن هنا فالمسلم مأمور بالكلمة الهينة اللينة لتكون في ميزان حسناته. قال عليه الصلاة والسلام : "والكلمة الطيبة صدقة بل وحتي التبسم الذي لا يكلف المسلم شيئاً. له بذلك أجر : "وتبسمك في وجه أخيك صدقة". كما جعل الله سبحانه وتعالي الأخلاق الفاضلة سبباً للوصول إلي درجات الجنة العالية. يقول الله تبارك وتعالي : "وسارعوا إلي مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين.. الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين".. وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم : "إن الرجل ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم" وعن ابن مسعود أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال : "حرم علي النار كل هين لين سهل قريب من الناس". وعن أبي الدرداء أن النبي صلي الله عليه وسلم قال : "ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن. وإن الله تعالي ليبغض الفاحش البذيء وروي الطبراني مرفوعا "أوحي الله تعالي إلي إبراهيم عليه السلام : يا خليلي حسن خلقك ولو مع الكفار تدخل الجنة مع الأبرار. وإن كلمتي سبقت لمن حسن خلقه أن أظله تحت عرشي وأن أسقيه من حضيرة قدسي. وأن أدنيه من جواري". * تسأل دعاء حمدي من القاهرة: حلفت أختي يميناً بالله بأن لا تتزوج. ولكن والدي زوجها رغماً عن إرادتها.. فما رأي الدين في ذلك؟ * * يجيب : إن كانت اختك مجبرة فإنها تأخذ حكم المكره. وإن كانت غير مجبرة وأذنت في التزويج فزوجها الولي فهو كما لو أذن الزوج لمن يزوجه. فتحنث بعقد وليها لها. * يسأل أحمد عبدالحي "محاسب" : دخلت علي صاحبي فأراد أن يقوم لي فقلت : والله لا تقم لي. فهل يعد هذا يميناً؟ * * يجيب : يعتبر من غلو اليمين. لأنه مما تعم به البلوي "أي أن هذا أمر عام وأغلب الناس يفعلونه".