لم يفلح احتلال القوات الدولية لأفغانستان، وانفاق مئات المليارات من الدولارات طيلة السنوات الماضية في تحقيق انتصار علي حركة طالبان حيث تشتد ضراوة الحرب وتتدني شعبية الحكومة وحلفائها الغربيين. وتبتعد آفاق السلام في حين تبدأ أمريكا والحلف الاطلنطي بسحب تدريجي لقواتهما المقاتلة التي يفترض ان تغادر البلاد مع نهاية 2014 بينما يكثف المسلحون عملياتهم ويرفضون التفاوض. وشنت الولاياتالمتحدة مع حليفتها بريطانيا هجوما علي نظام طالبان وتنظيم القاعدة في السابع من اكتوبر 2001 غداة اعتداءات سبتمبر. لكن بعد عشر سنوات ورغم المباني الحديثة التي شيدت في كابول يري العديد من الافغان في جنود قوات الحلف الاطلنطي التي تقودها الولاياتالمتحدة ال(140 الفا )، قوات احتلال لم تف بوعود السلام والازدهار التي قطعتها. وتحول شهر العسل في السنوات الاولي بين الرئيس حامد قرضاي وحلفائه الغربيين الي تعايش متوتر ومريب يدين فيه قرضاي سقوط ضحايا مدنيين في عمليات الحلف الاطلنطي بينما ينتقد فيه الغربيون الفساد وعدم كفاءة حكومته. وساهم سوء ادارة مئات مليارات دولارات التي انفقها الغربيون علي البلاد (444 مليار من الولاياتالمتحدة وحدها) في ضعف الدولة. وتكثفت اعمال العنف اعتبارا من 2007واصبحت كل سنة تشهد سقوط اكبر عدد من القتلي في صفوف الجنود الاجانب (سبعين قتيلا في 2002 و711 في 2010). وافادت دراسة قامت بها جامعة براون الامريكية ان الحرب خلفت 33877 قتيلا منذ السابع من اكتوبر 2001 بين مدنيين ومقاتلين وجنود افغان واجانب. وفي الغرب بات الراي العام في معظمه يناهض ابقاء جنوده في ذلك "المستنقع" المميت والباهظ الثمن.