نحن نعيش حقاً ثورة بيضاء ملهمة لشعوب العالم. ثورة شعب انتقلت شعاراتها من ميدان التحرير إلي أكبر ميادين العالم كان آخرها في نيويورك. فالشعب يريد هنا.. والشعوب تريد هناك. هذه إذن حقبة نري فيها صحافتنا تجمع اليوم بين مصداقية أقلام حرة، وأقلام متحولة عارية. وهذه ميزة الثورة التي أفرزت وغربلت الأقلام في وسائل الإعلام. وقد نجحت جريدة »الأخبار« برئاسة تحريرها في ضم حزمة متنوعة الرؤي والمشارب الوطنية في تناغم ملموس. وكان رئيس تحريرها »دون مجاملة« نموذجاً لاستقلال الرأي سواء تأييداً للمجلس الأعلي للقوات المسلحة أو انتقادا له بأسلوب ديمقراطي راق. وكان من اللافت أن الأستاذ ياسر رزق حدد رأيه في نهاية مقاله يوم الأحد 81/9/1102 بقوله: »أعتقد أن المشير طنطاوي ورفاقه من القادة في المجلس الأعلي للقوات المسلحة لا يكابرون في مصلحة وطنية، ولا يستكبرون علي إعادة النظر في قرار لا يحقق الهدف الذي كان منشوداً منه«. وواصل »ياسر رزق« مخاطبة المجلس العسكري قائلاً: »ولعلنا مع إعلان فتح باب الترشيح لانتخابات مجلس الشعب وقبيل التصويت في الجولة الأولي.. لعلنا نسمع بمرسوم جديد يُعلن رفع حالة الطوارئ أو علي الأقل الاقتصار في تطبيقها علي جريمة البلطجة مع جريمتي الإرهاب والإتجار في المخدرات«. وقال: »إن التوسع في تطبيق أحكام الطوارئ، كان إشارة في اتجاه خاطئ نحو الدوران إلي الوراء، ولا ضير من المراجعة وتصحيح الإشارة الخاطئة«. هذا ما أراه خطاباً ناقداً هادئاً من الصحافة الرشيدة للمجلس الحاكم. وفضلاً عن الخط العام الجديد لما ينشر في جريدة »الأخبار« من الآراء والتحقيقات، فقد احتضنت »الأخبار« روح الوفاء للزعيم الخالد عبدالناصر بنشر المقالات المعبرة عن الحزن الشعبي لرحيل نجله الوطني الطاهر »خالد عبدالناصر في 51/9/1102«. وقد أثبت الحزن الشعبي الشفيف أن التاريخ يسجل الحقيقة دائماً مهما جرت في النهر أمواج صاخبة.. أو مهما أصيب الشعب المصري بكوارث سياسات نظام فاسد صهيوني الهوية نقل مصر من النهضة والكرامة في عهد الزعيم جمال عبدالناصر إلي نظام الكنز الاستراتيجي لعدونا الصهيوني أي إلي نظام الذل والخيانة في عهد الرئيس المخلوع!! ورغم هذا لا تزال صورة عبدالناصر ترتفع في الميدان رمزاً للحرية والاستقلال والعزة والكرامة.. ليس في ميدان التحرير فحسب بل نراها ترتفع في معظم سماوات الشعوب الثائرة ضد الطغاة في كل القارات.. ضد السفاح القاتل »بشار الأسد« وضد القذافي المعتوه الهارب، وضد علي صالح الرئيس اليمني »الشاويش السابق«. ومع تجذر الحزن في قلوبنا لرحيل خالد جمال عبدالناصر، كان حضور المشير محمد حسين طنطاوي، والفريق أول سامي عنان نائب رئيس المجلس، واللواء حسن الرويني قائد المنطقة العسكرية المركزية واللواء حمدي مدين قائد الشرطة العسكرية.. كان حضورهم رداً علي الأصوات السوداء التي تحاول التفرقة بين الثورة والمجلس الأعلي للقوات المسلحة. وأتساءل: أليس من الطبيعي أن يحدث اختلاف وانتقاد لبعض قرارات المجلس العسكري الوطني الحاكم في هذه الفترة الانتقالية ولكن دون التشكيك في وطنيته؟؟.