أشاد الرئيس عبدالفتاح السيسي بمشاركة المجتمع المدني في مراحل مشروع بشاير الخير 1 و2 و3 بمحافظة الإسكندرية، وأكد أن هناك جهدا كبيرا مبذولا من رجال الأعمال والبنك الأهلي وصندوق تحيا مصر كي يخرج هذا المشروع إلي النور، وأنه لا يزال في حاجة إلي التمويل لاستكمال مراحله، وأعرب الرئيس عن رضاه عن التكلفة الاجمالية للمراحل الثلاث التي بلغت 9 مليارات جنيه، وأشار إلي أن »تحيا مصر» والمجتمع المدني لن يتحملا المزيد من التكلفة خلال المرحلة المقبلة، حيث تم توفير 600 مليون جنيه من ميزانية وزارة الإسكان. جاء ذلك خلال افتتاح الرئيس أمس للمرحلة الثانية من مشروع إسكان غيط العنب »بشاير الخير2»، وأكد أن غياب الحوكمة أدي إلي ضياع حق الدولة في عقود المحاجر والساحات والمحلات، ودعا لتطبيق آلية منضبطة لضمان حصول الدولة علي حقوقها، ووجه وزارة المالية والمحليات بمتابعة العقود التي يتم إبرامها، والحرص علي التحصيل دون الخوض في نزاعات، وتوقيع وثيقة مؤمنة لتحديد حقوق كل طرف، وقال الرئيس: نحن كمسئولين لن نتغافل عن حق الدولة. هذا أمر لم ولن أسمح به، وطلب من كل مسئول الانتباه جيدا لأي أموال تدخل الجهة التي يتولي مسئوليتها، وقال: »يجب إعطاء المواطنين حقوقهم وبالتالي علي الدولة أخذ حقها». وتساءل الرئيس: هل من المعقول إبرام عقد لمدة 20 أو 25 عاماً ولا يتم تسديد المستحقات المقررة عليه إلا لعام واحد فقط، أما السنوات الأخري لم يتم سدادها؟». وكلف الرئيس قائد المنطقة الشمالية العسكرية بتحصيل مستحقات الدولة من الحديقة الدولية وحدائق أنطونيادوس والشلالات الثلاثة، لكي تنتظم الأمور وتحصل الدولة علي حقها، وأشار إلي أنه في حال التخلف يتعين فسخ العقد. ووجه الرئيس كافة المسئولين بدءا من وزير المالية بمتابعة العقود وتحصيل مستحقات الدولة، وقال: »يجب أيضا علي كل محافظ متابعة العقود المبرمة داخل محافظته لأن هذا يعد دخلا للمحافظة يتم استخدامه لتنفيذ مشروعات للمواطن البسيط». وأكد الرئيس أن كلامه لا ينطبق علي الإسكندرية فقط، بل في كل مكان، وأشار إلي أن هناك محلات تم تأجيرها منذ عشرين عاما بأرقام ضعيفة جدا، وأضاف أن الدولة تحترم العقود وعلي المواطن الالتزام بالسداد. وأشار إلي أن كل قائد تعبوي مسئول مع مديري الأمن والمحافظ عن تحصيل حقوق الدولة من المنتفعين. وأشار الرئيس إلي أن بحيرة المنزلة تحتاج 30 مليار جنيه لإعادتها مثلما كانت، ووجه حديثه للواء كامل الوزير قائلا: »عاملين حسابنا إن بحيرة مريوط ترجع زي الأول وأحسن.. مش كده يا كامل؟. هنشيل كل المخالفات». ورد اللواء الوزير أن الكراكات ستصل في فبراير القادم. فأكد الرئيس السيسي أنه ينبغي علي كل مواطن في الإسكندرية ومصر كلها ألا يقبل بالتعدي علي مستقبل أولاده، ووجه بإزالة العمارات المخالفة، واستنكر مطالبة نواب البرلمان بادخال المرافق في المناطق العشوائية وأضاف: »في موضوعية غايبة عن بلدنا بقالها سنين.. الحق حق وإن لم يتبعه أحد والباطل باطل ولو اتبعه الجميع». وشدد علي عدم قبول التعدي علي مرافق الدولة أو التعامل معها بشكل غير مخطط، وتساءل الرئيس: »كيف تغارون علي بلدكم ويوجد هذا الكم الكبير من التجاوزات؟». ووجه محافظ الإسكندرية والمنطقة الشمالية العسكرية ووزارة الداخلية بعرض تقارير دورية منتظمة بشأن التجاوزات في المباني والإزالات في المحافظة، مؤكدا أن ما تحدث فيه يعد أمنا قوميا، لأن ترك الأمر بهذا الشكل يهدد بتدمير البلد. وسأل الرئيس محافظ الإسكندرية عن الدخل الشهري للمحافظة، فأجاب بأن هناك 100 مليون جنيه من الموارد الذاتية، و550 مليونا من الموازنة العامة، فعلق السيسي بأن حوكمة الانفاق علي المحافظة يساعد علي زيادة حجم الانفاق وتحقيق الاستفادة القصوي منه. ووجه الرئيس وزراء الكهرباء والبترول والإسكان بتوفير عدادات مسبوقة الدفع في كل منشأة جديدة يتم بناؤها، وارسال الموظفين إلي كل البيوت لقراءة العدادات. ودعا الرئيس إلي تنظيم النسل، في تعليقه علي سيدة قالت في الفيلم التسجيلي إنها أنجبت 6 أطفال، وقال: مش تفكري هتجيبي الستة تنيميهم فين؟، ودعا إلي تكاتف المجتمع المدني والمساجد والكنائس والإعلام لمواجهة هذه الظاهرة، وأكد أن السيدة تحكي وكأن الدولة هي المقصرة، لكنها هي التي قصرت في حق نفسها. وتطرق السيسي إلي الصرف الصحي بالإسكندرية، فأوضح أنه تم تخصيص مليار جنيه من تحيا مصر في 2015 للتعامل معها، خاصة أن محطات الرفع كانت في حاجة إلي صيانة وإحلال، وتمت إزالة العوائق في مسارات الترع، وأشار إلي أن هناك أعمدة خرسانية تم صبها في الصرف والترع، مما يعني غياب الدولة. وحول حملة 100 مليون صحة أكد الرئيس أن فحص طلاب المدارس كشف أن هناك أطفالا يعانون من الأنيميا وآخرون لديهم سمنة واستعداد للتقزم، وأوضح أن حجم »النكت» تجاوز حدود الخيال بعد حديثه عن ذلك، وقال ان البعض اعتقدوا أنه يعاير المصريين، وتساءل الرئيس: »بعاير أهلي؟! هفضل أبص واتفرج واسكت، واللا ننزل المدارس وأعذب نفسي أنا والمسئولين عشان أطمن علي ولادي مستقبل مصر بكرة؟» ومازح الحاضرين قائلا: »أرجو انكم تنكتوا علي مهلكوا عليا المرة دي».