نيويورك، القدسالمحتلة- وكالات الأنباء: بدأ مجلس الأمن الدولي أمس مشاورات غير رسمية حول الطلب الفلسطيني للانضمام إلي الأممالمتحدة وذلك في ظل حالة من الانقسام بين الدول الخمس الكبار دائمة العضوية التي تمتلك حق "الفيتو". وتقول مصادر في المنظمة الدولية أن هذا الانقسام يجعل التوصل إلي اتفاق حول التصويت علي الطلب في المستقبل القريب أمرا مستبعدا. وقال دبلوماسيون في نيويورك ان واشنطن معزولة في المجلس بسبب دعمها الشديد لاسرائيل الذي يعتقد أغلب أعضاء الاممالمتحدة أنه السبب في تخريب محادثات السلام مع الفلسطينيين. وذكرت مصادر الأممالمتحدة أنه من المحتمل أن تستمر المشاورات غير الرسمية لعدة أسابيع ولا يوجد قرار سريع متوقع بعقد مناقشات رسمية للتصويت علي الطلب الفلسطيني. وذكر دبلوماسي أن القواعد المعمول بها في مجلس الأمن تسمح بعقد مشاورات غير رسمية قد تتحول إلي رسمية في مرحلة ما دون سابق إنذار. ووفقا للقواعد فإن أي دولة تسعي للعضوية ينبغي أن تحصل علي توصية من مجلس الأمن كخطوة أولي قبل إحالة الطلب إلي الجمعية العامة التي تقوم بدورها بالتصويت علي الطلب للمصادقة عليه أو رفضه. وتقول وكالة رويترز أن الطلب الفلسطيني يواجه معركة ضارية للحصول علي الاصوات التسعة اللازمة للموافقة، وهو الحد الأدني المطلوب من أجل إصدار توصية من مجلس الأمن إلي الجمعية العامة. ويقول دبلوماسيون ان الفلسطينيين لديهم ستة أصوات مؤكدة فقط في مجلس الامن من مجموعة دول "بريكس" التي تضم الصين وروسيا والبرازيل والهند وجنوب افريقيا الي جانب لبنان وهو من خارج المجموعة. وتمثل مجموعة بريكس تجمعا للقوي الناشئة التي تزايد ثقلها الاقتصادي. وفي حال حصول الفلسطينيين علي تأييد 9 أعضاء في مجلس الأمن فإن الولاياتالمتحدة سوف تضطر إلي استخدام الفيتو، ومن ثم فإنه من غير المتوقع، بحسب المصادر الدبلوماسية صدور توصية إيجابية من مجلس الأمن إزاء إعلان الدولة الفلسطينية. في تطور آخر، قالت مصادر مطلعة ان جهود اللجنة الرباعية الدولية لاحياء مفاوضات السلام دخلت نفقا مظلما بسبب إصرار رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو علي "يهودية" دولة اسرائيل وطريقة طرحها. وقال مارتن انديك الذي عمل مساعدا في الخارجية الامريكية أنه "مثلما كنا محاصرين في نقطة تجميد المستوطنات يبدو أننا الان أيضا محاصرون في نقطة الدولة اليهودية." في نفس الوقت، أعلن صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين أن الرد علي اقتراح "الرباعية" لاستئناف المفاوضات مع إسرائيل سيكون بعد اجتماع اللجنة غدا الأربعاء. ودعا عريقات أطراف الرباعية التي لم تعترف بفلسطين للمسارعة بالاعتراف لإنقاذ عملية السلام. في غضون ذلك، قال نتنياهو في مقابلة مع بي بي سي إن الجدول الزمني الذي طرحته الرباعية واقعيٌ رغم صعوبته وأن اسرائيل تتعامل معه بإيجابية. وفي رد علي سؤال حول ما إذا كان طلب رسمياً لقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس قال إنه يوجه إليه الدعوة رسمياً عبر شاشة بي بي سي. وفي تصريح استفزازي، طالب وزير المالية الإسرائيلي يوفال شتاينيتس بعدم مساعدة السلطة الفلسطينية اقتصاديا إذا تحولت إلي دولة معادية لإسرائيل. وقال انه مستعد لتحمل الخطر الكامن في زوال السلطة الفلسطينية، اذا تحولت السلطة الي دولة معادية ترفض انهاء الصراع والاعتراف بيهودية اسرائيل. وفي المقابل، أكد اسماعيل هنية رئيس الحكومة المقالة في غزة أن الدولة الفلسطينية لاتقام بالقرارات الأممية ولاتقام عبر المناورات أو المساومات، بل من خلال الصمود والثبات والمقاومة. علي صعيد آخر، اعتقلت وحدات اسرائيلية خاصة أمس النائب الفلسطيني أحمد عطون عضو حركة حماس من مقر الصليب الأحمر قي القدس بعد أن تخفوا في ملابس عربية وافتعلوا شجارا للقبض عليه.