أعتقد أننا أمام خيارات مصيرية، لا ينبغي ان نفرط في أي من مكتسبات الثورة الجديدة التي انتزعها الشعب في لحظة تاريخية يصعب توصيفها حتي علي الذين يفهمونها ويقدرونها قدرها الحقيقي. ومن الضروري ان يعترف بهذه اللحظة جميع من عاشوها وارتشفوا حلاوتها وهم يهتفون جميعا لمصر وللمصري ان يرفع رأسه ولا يخفضها بعد أبدا الا للذي نصره علي من ظلمه، واني علي يقين ان تلاحم الشعب لم يكن في ميادين التحرير فحسب حين بلغ ذروته في الحادي عشر من فبراير، بل كان التلاحم يتمدد من البيوت والشوارع والحارات والازقة، ويتعانق في شغف حارق الي الحرية المشبوبة التي اختزنت حتي صارت بهذا الحجم لتنجح اولي خطوات الثورة. ومن هنا بدأت كل الاحتمالات تعمل فعلي النقيض اخذت الثورة المضادة تنطلق بعنف كالجنون من اماكن متفرقة ولأهداف متفرقة، ولولا هذا المد الشعبي الجارف لقضي علي الثورة في أيام معدودات، ولقد ذهبت الثورة المضادة الي أبعد طريق، وها هي بالفعل قد جاءت متحدية كل الاعراف الي النزال الثاني أو الخطوة التالية في شكل أحزاب وأفراد يريدون ان يستعيدوا بها الشمل الذي تفرق، هذه حقيقة أصبحت واضحة حيث ان العديد من الأحزاب المكشوفة اتخذت لنفسها اسماء وصفات تتشابه مع أحزاب الثورة وتضم في طياتها من كانوا في الحزب الوطني ظاهرين أو مضمرين. ولقد نبهت كثيرا الي ان المعركة الديمقراطية لا يمكن ابدا ان تفتح الطريق امام النجاح الثاني للثورة إلا بشروط شديدة وضوابط كان ينبغي ان نرسخها ونزيد في تعميقها في ضمير الشعب ولست اجد هذه الروح التي كانت تتلاحم في الميادين والشوارع بنفس زخمها وقوتها، فهل هذا التشرذم طبيعي أم أنه نتيجة الفراغ السياسي الذي كان يسود قبل 52 يناير؟! وأجيب ان الارض التي نقف عليها جميعا الآن لم تمهد جيدا للمعركة الديمقراطية وقد تفرز أسوأ ما كنا نريد ان نتجنبه ونتعافي منه، كيف نرجو الديمقراطية الحقيقية وفي النفوس بقايا جاهلية واستعداد متحفز للانقلاب علي ما نريده ونرغب فيه اذا ما صادف وناله الآخرون. ان الديمقراطية وسيلة يرتقي بها الشعب بعد ثورته الي ما يعرف بالارادة الكاملة في تصريف أمور نفسه وان يعيش الحاكم والمحكوم تحت سيادة القانون لا فرق بينهما. علي ذلك يجب ان يقول الشعب كلمته مرة اخري وان تنفتح هذه الابواب التي لايزال معظمها مغلقا بفعل العقول القديمة والافكار البالية، ومن المؤكد ان كثيرا من الذين يتشدقون بالكلمات والمصطلحات التي تدور في فلك الديمقراطية يحتاجون بدورهم لهذا الدرس الكبير حتي يرحمونا من كثير لغطهم وتلك الاحاديث المرغية والمزايدة في الفضائيات وغيرها ليل نهار. آن للمحافظ أن يتحرك كلنا يعرف الدكتور علي عبدالرحمن حين كان رئيسا لجامعة القاهرة بانه رجل فاضل وللاسف هو الذي اعلن مسئوليته عن بناء »الجدار العازل« الثالث الذي يحمي به سفارة اسرائيل والسكان الابرياء الذين لا ذنب لهم في جيرتهم مع ابناء صهيون كما كان يبرر فعلته واخذت أتطلع لهذا الحماس حتي اراه في حل مشكلة عويصة تتعلق بالآلاف المؤلفة من سكان اكتوبر او العاملين بها هل شاهد المحافظ في جولة تفقدية حجم الحفر والنقر في الطريق الي شوارع الهرم وفيصل، هل رأي هذا الاختناق المروع علي طريق الفيوم- الواحات والساعات الطوال التي يقطعها الذاهب والمغادر من اكتوبر.. إنني مندهش أين المحافظ ورجالاته..؟! دفتر أشعار الثورة للقراء الأحباء الذين طلبوها مني، بعضا من قصيدة »شهداء الميدان« وهي موجودة كاملة علي صفحتي بالفيس بوك. معذرة يا ورد بلادي يا أشجار الكافور وأسراب الطير ويا نهر النيل ونبت الخير معذرة يا أصداف البحر ويا ألوان الطيف معذرة يا عطر الأجداد وأنسام الصيف معذرة يا تلك الكف المشدودة للارض فمن أوثقها حتي صارت عاجزة عن جني الحرية من عذبها حتي ترجع لعصور الوثنية معذرة يا أهل البلد الطيب إن داستكم خيل البربر وانتقمت منكم نوق الهمجية